صخرة الروشة عنوان للإنتحار… أم للإحتفال؟!!!

كتب عوني الكعكي:
قامت الدنيا ولم تقعد الأول من أمس لأنّ دولة الرئيس، ورجل القانون العالمي، وحرصاً منه على السلم الأهلي اتصل بالرئيس نبيه بري وطلب منه أن يبذل مساعيه الحميدة لمنع وقوع أية مشكلة في المناسبة. وبالفعل حاول الرئيس بري أن يتدارك المشكل، لكن بعض الرؤوس «الحامية» -كما قال لي أحد الحكماء- أبى إلاّ أن يقع في الفخ الذي نُصِب له، وهو أنهم لم يستجيبوا لطلب الحكومة، فكان ما كان.
على كل حال، هناك عدّة وجهات نظر بالنسبة لما حصل:
وجهة نظر تقول إنّ الحزب باختياره صخرة الروشة كان خطأ كبيراً بأن يُختصر قائد تاريخي للمقاومة حرّر لبنان عام 2000 من جيش العدو الإسرائيلي، أن يختصر بوضع صورة له على صخرة الروشة…
والبعض الآخر يقول أو يظن نفسه أن ما حصل في الجنوب من اعتداءات إسرائيلية وتدمير معظم مدن وبنى جنوب الليطاني، وتدمير مدينة النبطية وصور، هذه الأماكن التاريخية تُضاف إليها بعلبك وقلعتها التاريخية أيضاً كأنها لا تعنيهم ولا هم تصوّروا قيمتها التاريخية بالنسبة الى لبنان، وما عرفوا قيمة تأثير الأحداث عليها.
كذلك، عندي سؤال: ماذا يعني أن تُضاء صورة السيّد على صخرة الروشة؟ وهل هذا العمل يعيد السيّد، أم أن إسرائيل التي تترصّد ما يجري في لبنان لتقول: انظروا كيف لا يلتزم الحزب بقرار حكومته؟.. وإذا كانت الحال هكذا… فما هي الضمانة كي تُـجري أي اتفاق مع لبنان طالما أنّ الحكومة لا تستطيع أن تلتزم مما تتفق عليه مع مكوّناتها؟ وما هي الضمانة؟
بمعنى أدق أن هذه الغلطة الكبيرة استفادت منها إسرائيل واعتبرتها حجة ودليلاً تستعمله ضد لبنان.
هذا، وإذا استعدنا ما يقوله المندوب الأميركي توم برّاك بأنّ لبنان لا ينفّذ ما اتفقنا معه، مما يضع الدولة اللبنانية في مأزق.
فإذا كان الحزب يظن أنه قادر على كسر قرار الدولة، فأين «يُصرف» هذا الأمر؟
يا جماعة خسارة السيّد لا تعوّض بمجرّد رفع صورته على صخرة الروشة، خصوصاً أنّ الذي يعرف أنّ صخرة الروشة هي مكان للانتحار، فكثير من حوادث الانتحار حصلت هناك.. فمَنْ هو هذا العبقري الذي اتخذ قرار رفع صوَرة السيّد فوق صخرة الروشة؟
بالفعل لا أعلم ماذا حقق الحزب من رفع الصورة، وماذا حقق من تحدّي هيبة وقرار الدولة؟
سؤال أخير: هل يظن أحد أن رفع الصورة ستعيد السيّد الى الحياة؟
أخيراً، ومن موقع الحرص على البلد وأمن البلد، أتمنى أن يكون مستوى التفكير السياسي أعمق وأبعد من رفع صورة على صخرة الروشة…

aounikaaki@elshark.com