عالم من عدم اليقين!
بقلم عماد الدين أديب
كيف يمكن وصف النظام العالمي الذي نحياه هذه الأيام؟
بالتأكيد ليس نظام العولمة الذي تتعاون فيه الدول مع بعضها البعض لغرض التكامل الاقتصادي والتجاري، والذي كان يعتمد على أن التعاون في كل المجالات هو الضمانة الأساسية للتفاهم والاستقرار والسلم والأمن الدوليين.
وهو بالتأكيد ليس نظاماً ثنائي القطبية الذي تولّد عقب الحرب العالمية الثانية، وأفرز عن كتلتين، شرقية بقيادة الاتحاد السوفييتي القديم، والكتلة الغربية التي كانت تقودها الولايات المتحدة الأمريكية من خلال تحالف قوي متماسك مع دول حلف الأطلنطي.
وهو بالتأكيد واقع حالي يعاني من عملية سيولة شديدة في المواقف، وحالة من عدم اليقين في الخيارات، وارتباك شديد في التحالفات.
النظام العالمي الحالي استبدل الأعمال العسكرية الكبرى بنظام عقوبات اقتصادية وتجارية، وفرض رسوم وتعرفة جمركية على الواردات، ترهق وتربك النظام الاقتصادي والنقدي العالمي حتى إنه يتوقع أن ينخفض الناتج العالمي الإجمالي الكلي بنسبة تتراوح ما بين 1.5 إلى 2% من المتوقع لهذا العالم.
أسوأ شيء في السياسة وفي الأمن وفي الاقتصاد هي حالة عدم اليقين، التي تخيم عليها، لأنها تؤدي إلى تباطؤ وارتباك يمكن أن يفضي إلى فوضى وخسائر يمكن أن تخرج عن السيطرة.
عماد الدين أديب
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.