عبود “للشرق” نسبة الحجوزات لشهري تموز وآب مشجعة بعد أن تراجعت 22% في حزيران وبيروتي “للشرق” لم تلغ أي حجوزات بعد الأول من تموز

وقف اطلاق النار في المنطقة ينقذ الموسم السياحي

16

كتبت ريتا شمعون

بعد حرب ال12 يوم التي شهدتها المنطقة، تمّ التوصل الى وقف اطلاق النار بين اسرائيل وايران، من شأنه أن يحمل دون شك بعداَ إيجابيا للبنان والمنطقة، ويوفر غلافا نفسيا مريحا في الداخل اللبناني ، وفرصة لهذا البلد الذي يعاني أصلاَ من أزمات اقتصادية ومالية واجتماعية.

وكان من بين المتأثرين بهذه الحرب، القطاع السياحي في لبنان الذي يعتمد بشكل كبير على الاستقرار السياسي والأمني.

قبل الحرب، كان يعيش لبنان، حكومة وقطاعات حالة من الإستنفار استعداداَ لاطلاق موسم سياحي واعد بعد سنوات طويلة من الركود الذي شلّ السياحة نتيجة الأزمات السياسية والأمنية الكبيرة التي عصفت بالبلاد ووضعته تحت خسائر طائلة.

وكانت النقابات السياحية في لبنان توقعت وصول أعداد كبيرة من السياح خلال هذا الصيف، وأن تكون الحركة السياحية ناشطة جداَ، لكننا نعيش في منطقة ” منطقة الشرق الأوسط” التي تعدّ واحدة من أكثر المناطق في العالم اضطرابا حيث تتشابك فيها الأزمات والصراعات التي تتجاوز الحدود الوطنية لتشكل لوحة معقدة من النزاعات، ذات أطراف متعددة تشمل لاعبين داخليين واقليميين ودوليين.

لبنان نجح الى حدّ كبير في تحييد نفسه عن عاصفة المنطقة، التي ألقت بظلالها السلبية على الجانب الاقتصادي في لبنان، إذ أثرت على الموسم السياحي الذي كان ينتظره البلد وعلى نشاط مطار بيروت، لكن بعد وقف إطلاق النار عاودت حركة الوافدين الى لبنان بالإرتفاع لا سيما مع عودة شركات طيران عربية وأجنبية بتسيير رحلاتها من والى بيروت.

مدير عام الطيران المدني أمين جابر يؤكد أن مطار بيروت يعمل اليوم بكامل نشاطه، مشيرا الى ان بعض الشركات التي كانت قد ألغت رحلاتها عادت واستأنفتها.

نقيب أصحاب مكانب السفر والسياحة في لبنان جان عبود يقول في حديث لجريدة” الشرق” أنه لا يمكن توقع إنتعاش سريع للقطاع السياحي في لبنان، مشيرا الى ان الوضع لا يزال في إطار الترقب لنتائج وقف اطلاق النار.

وفي الإطار عينه، يكشف عبود، عن تراجع  بنسبة 22% في عدد  الرحلات، وعن انخفاض في عدد الوافدين الى لبنان من 1 حزيران لغاية 20 منه،  بعد المواجهات العسكرية بين اسرائيل ولبنان مقارنة مع العام 2024، حيث توقفت العديد من شركات الطيران عن تسيير رحلاتها الى البلاد مما أثر سلبا على حركة السياحة والوافدين.

وأمل أن تعود الأمور الى ما كانت عليه لجهة الترويج للأنشطة والدفع باتجاه إنقاذ الموسم السياحي، لا سيما أننا كنا نتوقع ونصبو الى صيف واعد وانتعاشا اقتصاديا عكّرت الحرب صفوه لأيام، مؤكدا أن قرار عدد من شركات الطيران الأجنبية باستئناف رحلاتها الى لبنان يعتبر مؤشرا ايجابيا يرجح أن يساهم في إنعاش الموسم السياحي الصيفي الذي لا يزال في بدايته، إلا أن هذه العودة تبقى رهينة تطورات المشهد الأمني في البلاد.

وللتذكير، قال عبود، بعد قرار دولة الإمارات برفع الحظر عن  سفر المواطنين الى لبنان ، كانت الحجوزات نشطة جدا، وشعرنا أن البلاد ستعود الى سابق عهدها حيث يعتبر السائح الخليجي خصوصا الإماراتي من الأكثر إنفاقا خلال تواجده في لبنان، واول الغيث زار لبنان نحو 400 إماراتي في شهر أيار الماضي، وما زلنا نتوقع مجيئهم ومهما كان عددهم  سيكون أفضل من السنوات الماضية، خصوصا ان نسبة الحجوزات لشهري تموز وآب مشجعة جدا.

ورحّب عبود، بعودة شركات الطيران العربية والأجنبية مثل الإمارات  والخطوط الجوية الفرنسية وغيرها لافتا الى ان مصر ستبدأ بمعاودة  رحلاتها الى لبنان في الأول من تموز المقبل من والى مطار بيروت بعدما كانت تاجلت بسبب التوترات التي شهدتها المنطقة مؤخرا نتيجة للحرب الإسرائيلية –الإيرانية، مؤكدا ان حركة الطيران في  مطار بيروت عادت الى طبيعتها تدريجيا.

وأوضح عبود، أن المغتربين الذين كانوا قد حجزوا رحلاتهم الى لبنان لن يغيروا خططهم فورا بل سينتظرون إتضاح المشهد لا سيما الأمني بالكامل ، بما في ذلك المغتربين الذين يرغبون في زيارة لبنان من البرازيل وأميركا وكندا واستراليا لقضاء عطلة الصيف، وهذا حقهم الطبيعي مع مشقات السفر التي تتمثل في طول مدة الرحلة، مؤكدا أن إنتعاش الموسم السياحي مرهون باستدامة وقف إطلاق النار.

أما الأمين العام لاتحاد النقابات السياحية في لبنان أشار في حديث لجريدة ” الشرق” أن حرب إسرائيل- إيران أدّت الى إلغاء نحو 20% من الحجوزات للموسم الصيفي، في الفترة الممتدة من 15 حزيران الحالي الى 8 تموز المقبل، على مستوى الفنادق والشقق المفروشة والسيارات، مضيفا: أن الإلغاءات التي حصلت سببها توقف الطيران وهي مرتبطة بالمرحلة الراهنة ، مؤكدا أنه لم تلغ أي حجوزات بعد الأول من تموز.

 

وقال، طالما استمر وقف إطلاق النار، الأجواء تسير نحو الأفضل مما يعطينا تفاؤلاً كبيرا، ولهذا السبب نتطلع لموسم صبفي واعد، لافتا الى ان الحجوزات لشهري تموز وآب ما زالت قائمة تقترب نسبتها الى 60%.

ورداً على سؤال، يؤكد بيروتي، أن ” دخولية المسابح تبدأ من 5 $ وصولاً الى 40$، موضحا أن مشروع السفر يبدأ بشراء التذاكر وحجز الفنادق واستئجار السيارات، ويعتمد على تجميع الخدمات اللوجستية للسفر في حزمة واحدة متكاملة.

في أي حال، لم تتضح الصورة قبل الأسبوع الأول من تموز، يختم بيروتي، والأمر قد يستغرق بعض الوقت من اجل أن يتاكد الناس أن الحرب وما تفرضه من اقفال مطارات لن يتكرر، ليعودوا الى تخطيط رحلاتهم، متفائلاً بإنقاذ الموسم السياحي في موعد بدايته الفعلية في الأول من تموز المقبل.

 

 

 

 

 

 

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.