علاء زلزلي والصدمة العنيفة
بقلم سليمان أصفهاني
بعد سنوات طويلة من الصداقة والاخوة، غاب عني الفنان علاء زلزلي الذي في أوج نجوميته كان أحد المقربين مني ومن أسرتي ببركة الراحلة أم علاء التي كانت نجوميتها كسيدة قريبة من القلب والوجدان تسبقها، لكن اتصاله بي من أيام أعاد مجموعة هامة من الذكريات والانجازات التي كنت شاهداً على جزء كببر منها، حين اخترق الشاب الطموح كل الحصون والحواجز ووصل الى الصف الاول ليشكل معادلة خاصة لا تشبه الا نفسها، حيث كان محاطاً وقتها بالتأييد والهجوم أيضاً ومن بين المهاجمين أستاذنا الاديب الراحل جورج جرداق الذي هاجم زلزلي بشراسة، حينها التقيت أم علاء وحصلت منها على تسجيل غناء نجلها في دار الاوبرا في مصر، وكان يغني حينها أغنية (اتعودت عليك) للراحلة شادية، بعدها زار الراحل جرداق مجلة فن في الروشة وجلس في مكتبي وأسمعته الاغنية فقال لي (حلو صوت هيدا الشاب مين هوي) .
أكدت للاديب جرداق ان الذي يغني هو علاء زلزلي فاستغرب وقال (صوته جميل وليش عم يغني أغنيات خفيفة هالقد)، قلت له (علاء عم يعيش عمره ويخاطب أبناء جيله بس الشاب لا شك موهوب).
بعدها كان علاء يتطور ويتقدم وكانت مهرجاناته حديث الناس بشهادة المخرج الراحل سيمون أسمر الذي قال لي (أدهشني، جدول حفلاته غير محدود)، وتدريجياً بات الزلزلي رقماً لا يمكن تجاوزه بسهولة، حتى جذبته المهرجانات والحفلات خارج لبنان، عندها كانت الدوامة تتسارع في البلد وخرجت علينا أكثر من موضة فنية واختلطت الاوراق ولم تعد الامور واضحة وغاب كثير من نجوم الجيل الذي ينتمي اليه زلزلي حتى عاد بأغنية (الدلعونا) وأحدث ضجة مهدت لعودته الى نجومية بلده .
علاء زلزلي أخبرني أنه عمل في الفترة الاخيرة ليلاً نهاراً لانجاز البوم غنائي كامل بغية السير بعكس التيار القائم على الاغنية المنفردة، وبدا مندفعاً كما عرفته في أول مرة وقت أسس لنفسه قاعدة مهمة في لبنان والوطن العربي ودول الاغتراب، وبكل شفافية قال لي (اراهن على محبة الناس، اخترت أجمل الاغنيات وأتوقع أن تحدث هذه الخطوة تغييراً واضحاً في مسيرتي الفنية).
عدنا انا وعلاء الى نفس المسار بنفس الحماس لان من اعتاد على التفوق لن يرضى بأقل منه على الاطلاق، والحكاية لها تتمة بعد خروج هذا العمل الى العلن .
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.