عون في الجمعية العامة للأمم المتحدة: كلمة مهمة ولقاء مرتقب مع ماكرون
«الشرق»
– تيريز القسيس صعب
يشارك رئيس الجمهورية جوزيف عون في اعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، حيث من المنتظر ان يلقي كلمة لبنان الأربعاء المقبل والتي ستكون محطة سياسية بالغة الأهمية من قبل الدول المشاركة لما ستتضمنه من مواقف قد تبدل المقاربة الدولية والعربية مع لبنان.
وبحسب مصادر مطلعة في واشنطن فان الرئيس عون سيشارك في الاستقبال الرسمي الذي يقيمه الرئيس الأميركي دونالد ترامب على شرف رؤساء الوفود المشاركة في اعمال الجمعية، وستكون له سلسلة لقاءات ودردشات مع عدد من الرؤساء والشخصيات الاجنية والعربية، حول آخر المستجدات والتفاهمات الدولية والاقليمية.
صحيح ان زيارة الرئيس عون هي الاولى الى نيويورك كرئيس للبلاد، الا انها تشكل محطة سياسية وديبلوماسية لافت في ظل استمرار التوتر الامني في المنطقة، والحراك الدولي والاقليمي الحساس والدقيق للغاية.
اما لبنانيا فقد اعتبرت المراجع اعلاه ان مشاركة عون في اعمال الجمعية هذا العام تأتي بعد المقاطعة او الاعتكاف الدولي والعربي تجاه لبنان جراء مساندته حرب غزة، والفراغ الذي أحدث ازمات سياسية واقتصادية على البلاد…
كذلك فان الزيارة تأتي بعد القرارات الجريئة التي انخذتها الحكومة اللبنانية في مسالة حصرية سلاح حزب الله، والمنظمات الفلسطينية بيد الدولة، وما تبعته من قرارات واجراءات أخرى لاعادة تقوية الدولة وبسط سيادتها الكاملة.
ونفت المراجع اعلاه ان تقعد قمة لبنانية اميركية بين الرئيسيين ترامب وعون، الا انها إعادة التأكيد على مشاركة عون في الاستقبال الرسمي حيث ستكون له دردشة او محادثات جانبية مع ترامب.
وقالت المصادر التي لم تشا ذكر اسمها ان عودة لبنان الى المجتمع الدولي قد يساهم الى حد كبير في إعادة لبنان على السكة الدولية، كما سيساهم ايضا في تعزيز وتسهيل الدعم له، والدفع في استنهاضه على المستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية كافة.
في المقابل اشارت معلومات سياسية مطلعة في بيروت ان كلمة الرئيس عون ستكون بمستوى الكلمة التي ألقاها في القمة العربية الاستثنائية التي عقدت في قطر، والتي لاقت ترحيبا كبيرا دوليا وعربيا. وبالتالي فمن المنتظر ان تتصدر كلمة عون الاهتمام الخارجي لما ستتضمنه من مواقف جريئة وثابته منطلقة من خطاب القسم، وصولا الى القرارات التي اتخذت على صعيد استعادة الدولة هيبتها على كامل أراضيها، من قرارات حصرية السلاح الى الإصلاحات الدولية المطلوبة اقتصاديا.
واكدت ان عون سيطالب بضرورة الضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها المتكررة على لبنان وتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، كما الانسحاب من احتلال النقاط الخمس الاستراتيجية.
قمة فرنسية لبنانية
أما اوروبيا، فقد علمت «الشرق» من مصدر اوروبي رفيع، ان قمة فرنسية – لبنانية ستعقد بين الرئيسيين ايمانويل ماكرون وجوزف عون، على هامش اعمال الجمعية. ونقلت المصادر عن مقربين من الاليزيه ان احتمال عقد هذا اللقاء بات مؤكدا. وان المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان نصح الرئيس ماكرون بالاجتماع مع عون في نيويورك نظرا للاجواء الايجابية والمتقدمة التي لمسها لودريان خلال زيارته الأخيرة الى لبنان.
وقالت ان ما أنجزته الحكومة على الصعيدين السيادي والإصلاحي يستحق كل دعم ومتابعة. أما فيما يتعلق بمؤتمر الدعم للجيش، فقد اكدت المراجع اعلاه ان الرئيسان ماكرون وعون سيتبادلان هذا الامر، وانه من المرجح ان يخلص الى تعيين موعد هذا المؤتمر المهم. ورجحت المصادر ان يعقد هذا المؤتمر في 10 و11 تشرين الثاني المقبل في السعودية. انما يبقى تحديد القرار النهائي للرئيسيين.
اما فيما خص مؤتمر اعادة الإعمار، فان هذا الأمر مرتبط بالاتفاق الذي سيعقد مع صندوق النقد الدولي والتصويت الفعلي على قانون الفجوة المالية وذلك قبل نهاية العام الحالي.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.