عون لوفد أميركي: نكافح بقوة التبييض والتهريب وتمويل الإرهاب وبري مستاء من بيان «الحزب »

7

غداة اجتماع للمجلس الوزاريّ الأمنيّ الاسرائيلي المصغَّر ناقش الملف اللُّبناني وخرج مساء الجعة بقرار بـ”تكثيف الهجماتِ على لبنان وتعزيز بنك الأهداف”، صعّدت تل ابيب من وتيرة عملياتها واغتيالاتها. فبدا ان أصداء “كتاب حزب الله” الى الرؤساء الثلاثة، كانت أقوى في اسرائيل، مِن صوت لبنان – الرسمي الذي لا ينفك يؤكد استعداده للتفاوض متجاهلا موقف حزب الله منه. وفي انتظار اي رد من الولايات المتحدة الاميركية او من اسرائيل على هذا الانفتاح، تكبر الخشية من ان يكون ما تطلبه واشنطن وتل ابيب، بات “حصر السلاح” ومن ثم “التفاوض المباشر”، وإلا فإن الذهاب نحو تحرك عسكري اسرائيلي واسع النطاق ضد لبنان والحزب، سيكون حتميا.

مبادرة مصر

 في ظل هذه الاجواء غير المطمئنة، تواصل القاهرة مساعيها بين بيروت وتل ابيب، لمنع التصعيد، والتي كانت بدأت مع زيارة قام بها الرجل الاقوى امنيا في مصر، مدير الاستخبارات حسن رشاد الى لبنان في الايام الماضية. وبينما افيد ان لبنان سلّم رده على الطرح المصري، في الساعات الماضية، ناقش وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي خلال اتصال هاتفي مع رئيس مجلس الوزراء نواف سلام، تطورات الأوضاع في جنوب لبنان والجهود الجارية لخفض التصعيد وتحقيق التهدئة، بحسب ما أفادت الخارجية المصرية في بيان. وأكد الوزير عبد العاطي خلال الاتصال الرفض الكامل للمساس بسيادة لبنان ووحدة وسلامة أراضيه، مشدداً على أهمية خفض التوتر وتغليب مسار التهدئة بما يحافظ على أمن واستقرار لبنان والمنطقة. وجدد الوزير عبد العاطي التأكيد على موقف مصر الثابت والراسخ في دعم سيادة لبنان ووحدته الوطنية واستقلال قراره، وبسط سيطرة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها، فضلاً عن دعم مؤسساتها الوطنية لتمكينها من الاضطلاع الكامل بمسؤولياتها في الحفاظ على استقرار البلاد وصون أمنها، وتعزيز قدرتها على مواجهة التحديات الراهنة بما يصون مصالح الشعب اللبناني الشقيق.

مصر وفرنسا

كشفت مصادر مطلعة، أن مدير المخابرات العامة المصرية الوزير حسن محمود رشاد، التقى قبل أيام مسؤولين فرنسيين في إطار بحث التطورات المتعلقة بالملف اللبناني.

وأوضحت المصادر لـ”سكاي نيوز عربية” أن مصر مستمرة في مساعيها الديبلوماسية لدعم لبنان. 

وأعرب الوزير رشاد عن استعداد بلاده للمساعدة في تثبيت الاستقرار في الجنوب وإنهاء الاضطرابات الأمنية، مجددا تأكيد دعم مصر الدائم للبنان.

في سياق متصل، قالت المصادر إنه من المتوقع أن يوضح حزب الله موقفه للجانب المصري، بعد انزعاج القاهرة من البيان الأخير الذي أصدره الحزب، والموجه للرؤساء الثلاثة في لبنان.

وفد إميركي

وفي اطار المتابعة الاميركية لوضع لبنان زار وفد اميركي لبنان يرأسه وكيل الوزارة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية جون هيرلي والتقى امس رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون.

ابلغ رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون وفد وزارة الخزانة الاميركية برئاسة نائب مساعد الرئيس الاميركي لشؤون مكافحة الارهاب الدكتور سيباستيان غوركا، الذي استقبله امس في قصر بعبدا مع الوفد المرافق، ان “لبنان يطبق بصرامة الاجراءات المعتمدة لمنع تبييض الاموال او تهريبها او استعمالها في مجال تمويل الارهاب، ويعاقب بشدة الجرائم المالية مهما كان نوعها” .

واشار الرئيس عون الى انه يندرج في اطار هذه الاجراءات، اقرار مجلس النواب لقانون تعديل قانون السرية المصرفية واعادة هيكلة المصارف، وكذلك التعاميم التي تصدر عن مصرف لبنان في هذا الشأن. 

واكد للوفد الاميركي ان “الحكومة في صدد انجاز مشروع قانون ما يعرف بالفجوة المالية، والذي من شأنه ايضا ان يساعد في انتظام الوضع المالي في البلاد”. 

ولفت رئيس الجمهورية الى انه في موازاة الاجراءات المالية المتخذة، يعمل الجيش والأجهزة الامنية على ملاحقة الخلايا الارهابية وإحالة أفرادها إلى القضاء المختص، وبالتالي احباط اي محاولة لزعزعة الامن والاستقرار في المناطق اللبنانية كافة.

‏وتناول البحث ايضا الاتصالات الجارية مع صندوق النقد الدولي والسبل الآيلة إلى التوصل إلى اتفاق مع الصندوق في اطار دعم لبنان للمساعدة في إخراجه من الوضع الاقتصادي الراهن. كما تناول البحث الخطوات الواجب اعتمادها لإنعاش القطاع المصرفي من جديد ليكون انسياب المال طبيعياً ووفق النظم المالية المعتمدة دوليا.

‏وعن الوضع في الجنوب، اكد الرئيس عون “ضرورة الضغط على اسرائيل لوقف اعتداءاتها المستمرة على لبنان وإلزامها تطبيق القرار 1701 والاتفاق الذي تم التوصل اليه في العام الماضي، ما يؤدي إلى استكمال انتشار الجيش حتى الحدود الجنوبية وتفعيل الخطة التي وضعتها قيادة الجيش لتطبيق قرار حصرية السلاح”.

‏وجدد الرئيس عون التأكيد ان “خيار التفاوض الذي اعلن عنه مرارا ينطلق من ان الحرب لم تؤد إلى اي نتيجة، غير ان التفاوض يحتاج إلى مناخات ملائمة أبرزها وقف الأعمال العدائية وتحقيق الاستقرار في الجنوب”، لافتاً الى ان “هذا الخيار يلقى دعم الولايات المتحدة الأميركية ودول اخرى”.

‏من جهته، اكد الوفد الأميركي الاستعداد لمساعدة لبنان في سعيه لتحقيق الامن والاستقرار في الجنوب ودعم الجيش لبسط سلطة الدولة على الأراضي اللبنانية كافة، وإلغاء المظاهر المسلحة وتمكين القوى الامنية الشرعية من القيام بدورها كاملا.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.