فضل الله: لإبقاء السجال ضمن المؤسسات ولخطة وطنية تواجه مغامرات العدو
عقد العلامة السيد علي فضل الله لقاء حواريا في المركز الإسلامي الثقافي في حارة حريك، بعنوان «مفهوم الابتسامة في الإسلام»، أجاب خلاله على عدد من الأسئلة والاستفسارات حول آخر المستجدّات في لبنان والمنطقة، مؤكدا أنّ «الابتسامة من أبرز العناصر التي تميّز شخصيّة الإنسان المؤمن (…)». ورأى «أننا اليوم أحوج ما نكون، وسط التوترات والأزمات المعيشية والاجتماعية، وعدم الاستقرار السياسي والأمني، إلى تلك النفوس الطيبة المعطاءة التي تبث من خلال ابتسامتها بذور التفاؤل والأمل في الحياة (…)».
وعن الوضع في لبنان، قال: «قد تصدر بين الحين والآخر تهديدات بشن عدوان واسع على لبنان، ترافقها تصريحات لمسؤولين دوليين ومناورات عسكرية للعدو الصهيوني كلّ ذلك يدعونا إلى الحذر واتخاذ الاحتياطات اللازمة، وإن كنّا نرى أن معظمها يدخل في إطار الضغط النفسي والتهويل العسكري لدفع الدولة اللبنانية نحو تنازلاتٍ معينة. لذلك، من الضروري العمل على خطة طوارئ وطنية شاملة لمواجهة أيّ مغامرة قد يُقدم عليها هذا العدو». وحول السجال الدائر حول القانون الانتخابي، قال: «للأسف، تحوّل هذا الموضوع إلى سجالٍ وتراشقٍ واتهاماتٍ بين الأطراف اللبنانية، بدل أن يكون مجالًا للحوار الهادئ الذي يجنّب البلاد مزيدًا من التوتّر والضعف ومن المؤسف أن يحاول البعض عزل طائفةٍ أو فئةٍ بطريقةٍ أو بأخرى مما يؤدي إلى تهديد الوحدة الوطنية من دون تحقيق أي ما يراد له من أهداف لذا، يجب أن يبقى السجال ضمن إطار المؤسسات، وألا ينتقل إلى الشارع». وأضاف: «مشكلتنا في لبنان أننا لم نبنِ وطنا حقيقيا، بل ما زلنا نعيش في تجمعاتٍ قبائلية وطائفية ومذهبية وسياسية، تتصارع وتستنجد بالخارج لتغليب فئةٍ على أخرى. وهذا ما يثير الخشية من أن يستغل العدوّ هذه الانقسامات لتعميق الشرخ بين مكوّنات الوطن».
وختم: «ليس هناك حتى الآن موقفٌ عربيٌّ وإسلاميٌّ موحّد في مواجهة هذا العدوّ وأطماعه ومخططاته، وهو ما يجعلنا نخشى على مستقبل المنطقة التي تمرّ بمرحلةٍ صعبةٍ وضبابية، بانتظار متغيّرٍ هنا أو هناك».
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.