فضل الله: لا يمكن بناء الوطن إلاّ بالشراكة الحقيقية

2

عقد العلامة السيد علي فضل الله لقاء حواريا، في المركز الإسلامي الثقافي في حارة حريك، تحدّث فيه بمناسبة ذكرى وفاة الرسول محمد عن النقد وآلياته، ثم أجاب عن عدد من الأسئلة والاستفسارات. واستهلّ اللقاء بسرد قصة جرت بين رسول الله، وأحد الأشخاص في أيامه الأخيرة عندما اشتدّ به المرض، مستخلصًا منها الدروس والعِبر، مشيرا إلى أنّ الرسول أراد من خلال هذا الموقف أن يؤكِّد أنّه في ميزان هذا الدّين لا أحد فوق النقد. وأضاف: «لقد أراد أن يرسّخ قاعدة أساسية مفادها أنّ كلّ من يتولّى موقعًا أو مسؤولية، كبيرة كانت أم صغيرة، عليه أن يقدّم حسابه للناس، وأن يتقبّل نقدهم عندما يكشفون له عيوبه، وأن يشكرهم على ذلك، لا أن يراه انتقاصًا من شأنه، بل أن يدعو لهم بالخير. أما الدرس الثاني، فهو أنّه لا أحد فوق القانون، فالعدالة لا ينبغي أن تفرّق بين صغير وكبير، لأنّها منطلق الرسالة وغايتها، وغيابها سببٌ لهلاك المجتمعات  (…)». وفي رده على الأسئلة اكد ان «المواطنة هي صمام امان لهذا البلد حيث لا تشعر أي فئة بالغبن فيه، داعيا إلى «بناء دولة القانون والعدل على معايير وطنية بعيدا من الحسابات الخاصة سواء الداخلية أو الخارجية»، مشيرا إلى ان «وطننا بحاجة إلى الروح الايمانية الإنسانية التي تشع في نفوس العاملين في الشأن الديني روح المحبة والرحمة والتسامح والعدل وان تلامس هذه التعاليم وهذه القيم كل النفوس حتى نقدر ان نبني وطنا على الشراكة الحقيقة لا يميز بين مكوناته». ودعا الجميع إلى «الابتعاد عن الخطاب المستفز والاقصائي الذي يوتر الأجواء ويزيد من حال الاحتقان والانقسام واعتماد لغة الحوار وقبول رأي الاخر في معالجة القضايا الخلافية». من جهة ثانية، هنأ السيد فضل الله المسلمين بمناسبة حلول شهر ربيع الأوّل، مؤكِّداً «ضرورة توحيد كل الجهود في هذه المرحلة الصعبة من تاريخ الوطن لمواجهة التحديات والضغوط الخارجية والداخلية التي نمرّ بها». 

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.