فضل الله: مع أي حلول تنقذ الوطن بعيداً من إملاءات الخارج

9

ألقى العلامة السيد علي فضل الله، خطبة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك، تحدث فيها عن الاعتداءات الصهيونية المستمرة على لبنان، «والتي قد لن يكون آخرها الغارات التي شهدناها بالأمس في الجنوب والبقاع والتي من الواضح أنها تأتي في إطار الضغوط المتصاعدة على الدولة اللبنانية وعلى اللبنانيين لدفعهم إلى خيارات هذا العدو وقبول املاءاته ومن دون أن يكون لهم حرية النقاش فيها». وقال: «يأتي كل هذا من دون أن تقوم الدول المعنية بضمان وقف اطلاق النار وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية بالدور المطلوب منها في الضغط على هذا الكيان لإيقاف اعتداءاته، وبدلا من ذلك نجد إمعانا من المبعوث الأميركي وباسم دولته بدعوة الدولة اللبنانية إلى اصدار قرار رسمي ملزم بسحب سلاح المقاومة من دون أن يقدم أي ضمانات مقابل ذلك بالضغط على العدو للقيام بما عليه القيام به والذي أرفق بتهديدات وجهت للبنان بأنه إن لم ينفذ هذا الشرط فلن يحصل على الإعمار والأمن وممارسة مزيد من الضغوط الاقتصادية عليه». واكد «إننا أمام هذا الخيار الذي وضع فيه لبنان والذي لا ينبغي التقليل من تداعياته وآثاره على الدولة اللبنانية وعلى اللبنانيين عموما»، معلنا «أننا مع أي حلول تنقذ الوطن من أية مخاطر قد يتعرض لها ولكن هذا ينبغي ألا يكون بناء على املاءات ممن لا يزال يتعامل مع هذا البلد من موقع المهزوم الذي يملى عليه ولا يملي بل بناء على إرادة اللبنانيين وتوافقهم». ورأى ان «اللبنانيين لن يعدموا وسيلة للوصول إلى صيغة تقي البلد من أية منزلقات قد يقع فيها وتعزز حضور الدولة الذي هو يبقى خيارا جامعا للبنانيين في بسط سيادتها الكاملة على أراضيها فليس في هذا البلد من يريد أن يغامر به وبأبنائه ولا سيما من قدموا التّضحيات في سبيله». وجدد فضل الله الدعوة من «أن تكون الأولوية هي في مطالبة العدو الصهيوني وقف اعتداءاته ورفع كاهل احتلاله (…)»، مشددا على اللبنانيين «التوحد حول هذا الموقف الذي يأخذ في الاعتبار المخاطر الحقيقية التي يتعرض لها البلد وحقه في الحفاظ على أمنه والسيادة الكاملة على أرضه لكنه لا يفرط بحقه بإزالة العدوان والاحتلال الجاثم عليه، وألا يخضعوا للتهاويل والتي مع الأسف يتجاوب معها البعض، ويسوق لذلك والّتي لا تستند إلى معطيات واقعية». وأشار الى «ان لبنان ليس في مواقع العجز والضعف الذي يصور فيه ولو كان كذلك فلماذا هذا الحجم الكبير من الضغوط التي تمارس عليه وتدعوه إلى التنازل عنها».

ونوه العلامة فضل الله «بإقرار المجلس النيابي للمشروع الدّاعي إلى استقلال القضاء لإبعاده عن أي ضغوط (…)»، مشيدا «بكل جهد يعمل لاستعادة المصارف دورها لكننا نعيد التأكيد ما كنا قلناه سابقا أن أي عمل على هذا الصعيد لا يمكن أن يتحقق إلا بإعادة المصارف أموال المودعين كاملة إليهم وأن يطمئنوا أن أموالهم لن تضيع مجددا».

وتطرق الى معاناة أهل غزة، معتبرا انها «أكبر كارثة إنسانية في هذا العصر(…)»، مجددا «دعوتنا للعرب وللمسلمين على صعيد الدول والشعوب إلى أن يقوموا بمسؤوليتهم تجاه بلد عربي ومسلم لإخراجه من معاناته (…)».

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.