في أي عالم يعيش وزير الخارجية الإيرانية الأسبق محمد جواد ظريف؟
كتب عوني الكعكي:
في «منتدى الدوحة» لفتني ما قاله وزير خارجية إيران الأسبق محمد جواد ظريف والسجال الذي دار بينه وبين الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي في المنتدى.
إذ قال البديوي خلال جلسة جمعته مع ظريف وآخرين ضمن «منتدى الدوحة»: «تريدنا إيران أن ننخرط في حوار معهم حول حقل الغاز الذي تتشارك فيه الكويت والسعودية». والمفاجأة كانت ردّ وزير الخارجية الأسبق بانفعال على كلام الأمين العام قائلاً: «إنّ كل دولة من دول مجلس التعاون الخليجي لديها خلافات على الأراضي مع بعضها. والسيّد ظريف يتحدّث عن حقول «اراش» النفطية المتنازع عليها بين إيران والسعودية والكويت». المهم احتدم الجدل ولم يعد الحوار الذي بدأه ظريف منطقياً ولا مقبولاً، كما ان ظريف في الحوار قلّل من أهميّة أميركا وقال بأنّ بلاده لا تخشاها أبداً.
أولاً: كنت أعتبر السيّد ظريف من الرجالات الذين يمكن أن يستنيروا بتفكير منطقي وعقلية راجحة… ولكن يبدو أنه بعد الضربة الإسرائيلية – الأميركية على إيران، والغارات المتواصلة لمدّة 12 يوماً، لم يتعلّم منها شيئاً.. فبدل أن يجلس الى طاولة المفاوضات، ذهب الى التفاخر بالصمود والتصدّي، إذ يكفي أن تكون إيران برأيه صمدت. والأهم ما قاله عن الخوف الأميركي، حيث اختفت القواعد الأميركية من الوجود… فعن أي قواعد يتحدث؟ لا أعلم… لكنه ذكر فقط القاعدة العسكرية التي يطلق عليها اسم «قاعدة العديد في الدوحة».
ثانياً: شعارات: «الشيطان الأكبر.. والشيطان الأصغر.. والموت لأميركا…» وغيرها من الشعارات التي أطلقتها الثورة الإسلامية في إيران والثوار عام 1978 لا تزال سارية المفعول، إذ لم يتغيّر شيء، فالعقلية هي هي نفسها…
وهنا لا بدّ من القول والتذكير بالحروب التي قامت بها إيران لنرى ماذا حققت من خلالها:
أ- الحرب على العراق:
8 سنوات من العنف أدّت الى خسارة مليون شهيد يلبسون أكفانهم ويذهبون الى الحرب.. مع خسارة 1000 مليار دولار مع 1000 مليار إضافي من أجل إعادة إعمار ما هدّمته الحرب، والنتيجة كانت ما قاله قائد الثورة آية الله الخميني «إني أتجرّع كأس السم وأنا أوقّع على اتفاق وقف إطلاق النار».
ب- الحرب في سوريا:
دفعت إيران المليارات ثمن أسلحة بدءاً بـ5 مليارات من أجل بناء مفاعل نووي في سوريا كان قد رفضه الرئيس حافظ الأسد عندما عُرض عليه.. ولكن الرئيس الهارب بشار الأسد قَبِل ظنّاً منه أنه هو أذكى من والده… ولم يحسب حساباً بأنّ بناء مفاعل نووي في سوريا لا يمكن أن يكون مسموحاً، لا على الصعيد القوى العالمية ولا على صعيد العدو الإسرائيلي.
وبالفعل دُمّر المفاعل في لحظات ولم يتجرّأ الرئيس الهارب أن يقول كلمة واحدة… كذلك دفع اللواء قاسم سليماني 6 مليارات للاتحاد السوڤياتي من أجل شراء أسلحة كي تقبل بدعم بقاء الأسد في سوريا.
باختصار، يمكن القول إنّ إيران صرفت 2000 مليار دولار من أجل مشروع التشييع في سوريا ليبقى السؤال: ماذا كانت النتيجة؟ صفر.
وللتذكير أيضاً: أين أصبحت تصريحات القيادة الإيرانية، «بأننا نسيطر على أربع عواصم عربية هي: بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء»؟
ج- أما بالنسبة للبنان، فلا يمكن إلاّ أن نشكر جماعة ولاية الفقيه على الدعم الكبير الذي قدّموه لحزب الله الذي أنشأوه عام 1983، أي بعد الاحتلال الإسرائيلي.
وللعلم أيضاً فإنّ دولة ولاية الفقيه كانت تدعم حزب الله بـ مليار دولار للرواتب والأكل والشرب والأدوية، ومليار إضافي ثمن أسلحة، بمعنى أنّ هذا الحزب كلّف إيران لغاية اليوم حوالى 70-80 مليار دولار.
السؤال الكبير: أين أصبح الحزب اليوم؟ وماذا عملت إسرائيل بالحزب وباللبنانيين، ومن سيعمّر ما هدّمته إسرائيل؟ ومن سيدفع ثمن الخسائر التي مُنَي بها أهل الجنوب؟
تساؤلات عدّة لا بدّ من إيجاد أجوبة صريحة وواضحة وصادقة عليها.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.