قالوا لعنتر «مين عنترك؟» قال: «عنترت وما حدن ردّني»
كتب عوني الكعكي:
يعيش المجرم السفّاح قاتل 35 ألف طفل في أقذر مجزرة في التاريخ هذه الأيام نشوة ربح الحرب.
ومن دون أن ندخل في التفاصيل، لا بدّ أن نقول إنّ خروج مصر من الصراع العربي – الإسرائيلي، أفسح في المجال كي تأخذ إسرائيل «راحتها».
وكأنّ العرب كان ينقصهم تدمير العراق، ليخرج من المعادلة. في الحقيقة ارتكب الرئيس صدّام حسين خطأ تاريخياً، ولا أحد يعلم لماذا قام بغزو الكويت، وأعطى فرصة للمجيء بأساطيل العالم الى الكويت حيث قادت أميركا أيام الرئيس جورج بوش القوات التي جاءت من كل أنحاء الدنيا لتحرير الكويت؟ وبحجة تحرير الكويت فُتِح المجال أمام الغزاة كي يدمّروا العراق، خصوصاً بعد مجيء آية الله الخامنئي الذي – وحسب مخطط هنري كيسنجر اليهودي – جاء من أجل فتنة سنّية شيعية، وتحت شعار التشييع الذي رفعه آية الله الخميني، وبسببه نشبت حرب بين إيران والعراق لمدة 8 سنوات، دُمّر خلالها الجيشان، إذ بلغ عدد القتلى مليون قتيل من كل طرف، وخسائر تفوق الألف مليار دولار لكلّ من إيران والعراق.
كانت تلك هي الخطوة الأولى لتخريب العالم الإسلامي، حين رفع آية الله الخميني شعار التشييع، وقرّر – كما ذكرنا – شن حرب على العراق تحت شعار التشييع أيضاً.
ومنذ مجيء آية الله الخميني أطلّ على العالم العربي عهد جديد، هو عهد التشيع بقيادة آية الله الخميني.
ومن حظ آية الله الخميني أنّ أميركا أقدمت على حرب العراق عام 2003 تحت شعار القضاء على الإرهاب أولاً… وتدمير أسلحة الدمار الشامل ثانياً.. وإخراج عناصر تنظيم «القاعدة» من العراق ثالثاً.
وكانت اللاءات الثلاث كذباً بكذب، فالذي حصل فقط هو تدمير العراق، والقضاء على الرئيس صدّام حسين الذي كان يقف سدّاً منيعاً وقوياً ضد إسرائيل. وللعلم فإنّ قوات العراق هي التي منعت إسرائيل من احتلال سوريا عام 1973، وهذا معروف من قِبل الجميع.
على كلّ حال، كان المخطط الموضوع هو القضاء على العالم العربي، خصوصاً خروج مصر بعد حرب أكتوبر عام 1973.
اليوم نقف لنتذكّر كم وكم من المؤامرات حيكت ضد العالم العربي، وكيف يتآمر العالم ضد العرب وضد المسلمين.
بالعودة الى آية الله الخميني وسيطرته على العراق بعد احتلاله من قبل القوات الأميركية وإعدام الرئيس صدّام حسين بطريقة غير إنسانية، فقط لأنه مسلم وعربي وزعيم، إذ من الممنوع أن يكون الرئيس العربي مسلماً ومؤمناً وصاحب ضمير وقوي. صحيح أنه أخطأ بدخول الكويت، ولكن كان من الممكن أن تنتهي المؤامرة بخروجه من الكويت. أما تدمير العراق والقوات العسكرية العراقية فهذا لا يصب في مصلحة العراق بل في مصلحة أعداء الأمة العربية.
ولنعُد الى عنتريات بنيامين نتنياهو. فأتذكر حصيلة ما قاله «النتن» بعد أن هاجمت إسرائيل 7 دول عربية خلال أسبوع واحد هي: قطر وتونس واليمن وسوريا ولبنان وفلسطين والعراق. فقد صرّح رئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: «إنّ الحكام العرب مجرّد دُمى، يتوارون خلف الشجب والإدانات التي لا قيمة لها، وشعوبهم لا تملك سوى الصراخ في الشوارع وشاشات التلفزة».
أضاف: «أنا لا أرى نفسي مجرّد زعيم بل في مهمة روحية وكأنني رسول مُرسل لأمتي. جئت لأبني هيكل سليمان من جديد، ولأحقق حلم إسرائيل الكبرى التي تمتد من الفرات الى النيل».
تابع: «العرب وحكامهم جدران من ورق ستتهاوى واحداً تلو الآخر. وإسرائيل هي من ترسم خرائط المنطقة. فنحن أسياد الشرق الأوسط وهم مجرّد متفرّجين عاجزين».
من هنا يتضح لنا بوضوح أنّ ما جرى منذ 7 أكتوبر الى اليوم، هو حرب إبادة يقودها المجرم السفّاح نتنياهو، وقد يتساءل أحدهم: لماذا وبالرغم من عقد مئات الاجتماعات من أجل حل سلمي لإطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم جماعة القائد التاريخي يحيى السنوار؟ الجواب بكل بساطة: لأنه لو توقفت حرب غزة.. ففي اليوم الثاني سيذهب نتنياهو الى السجن.
إنطلاقاً من ذلك، كانت الاعتداءات على جماعة حماس في قطر عندما شعر نتنياهو أن الحل أصبح قريباً..
أخيراً، ذكّرني قول قديم يقول: لا حرب بدون مصر… هذا القول صحيح مئة في المئة.
الحل هو عودة مصر لقيادة العرب في الحرب وفي السلم.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.