قرار تجريم «الإخوان» دولياً

5

بقلم عماد الدين أديب

القرار الأمريكي باعتبار جماعة «الإخوان» جماعة إرهابية هو أخطر ضربة وجهت إلى جسم التنظيم منذ أن أسسه حسن البنا في مدينة الإسماعيلية.

هذا القرار تأخر عن موعده أكثر من نصف قرن.

كانت مسودة القرار منذ أكثر من 4 عقود تعرض على البيت الأبيض كي يتم تقديمها إلى مجلس الشيوخ والنواب مرة على الأقل كل عام، وكان كل رئيس: كارتر، ريجان، بوش الأب، كلينتون، بوش الابن، أوباما، يقوم بتأجيل التوقيع عليها.

وقيل وقتها إن السبب يرجع إلى أن هناك «تصوراً ما» داخل الإدارة الأمريكية أن جماعة الإخوان تمثل «الإسلام الناعم»، وهي بالطبع أكذوبة أثبتتها العديد من الأحداث.

أولى هذه الحقائق، أنه لا يوجد تنظيم من تنظيمات العنف الديني في المنطقة إلا واستند في بناء تنظيمه على فلسفة الإخوان وفكرهم في تكفير الحكام والأنظمة، وتبرير استخدام العنف تحت دعوى «الجهاد بالحرب».

كل التنظيمات، من التحرير الإسلامي إلى تنظيم الجهاد إلى القاعدة إلى داعش إلى النصرة إلى حماس من غزة إلى بيروت، ومن صنعاء إلى إندونيسيا، ومن القاهرة إلى عمان، تكوّن أكثر من 86 تنظيماً يمثلون ما يعرف بالتنظيم الدولي للجماعة الذي اتخذ لندن مقراً له وعقد عدة اجتماعات له في إندونيسيا وتركيا وماليزيا.

غض البيت الأبيض النظر طويلاً عن دور الإخوان في مصر، وجريمة قتل أنور السادات، والتأثير على تنظيم القاعدة المخطط لعمليات 11 سبتمبر، والتأثير المباشر على ظهور التطرف في العراق وسوريا، والتهديد للأنظمة في الأردن والجزائر وتونس والصومال.

الآن حانت لحظة المواجهة مع دور هذا التنظيم الدولي، الذي سوف يصبح عليه أن يختار بين أن يحل نفسه بنفسه أو أن يدخل في حرب مفتوحة مع العالم كله.

عماد الدين أديب

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.