قمة لبنانية – بلغارية في صوفيا وتوافق على تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين
عون: التفاوض هو السبيل الوحيد لتحقيق مصلحتنا كما حصل بالإجماع في السابق
اكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون على ضرورة ان يرفع لبنان وبلغاريا التبادل التجاري بينهما وينشطا منتدى رجالِ الأعمال اللبنانيين والبلغاريين. ونوه بالاتفاق على دعمِ الجيشِ اللبناني وبأهميةِ التعاونِ القضائي والجنائي الثنائي خصوصاً في ملفِ انفجارِ مرفأ بيروت «الذي نعتبرُه قضيةً وطنية، ولا تراجعَ عن تصميمِنا على كشفِ ملابساتِها وجلاءِ حقيقتها». وإذ شدد الرئيس عون على «أنّ مهمةَ جيشِنا مصيرية، لأنّ عليه وحدَه، وأكررُ، وحدَه، من دون شريكٍ له، لا من خارجِ الدولة ولا من خارج لبنان، أن يبسطَ سلطةَ دولتِنا على كامل أراضيها وحدودِها وأن يفرضَ سيادتَها الكاملة، بحيث تتوقفُ الاعتداءاتُ الاسرائيلية على أرضِنا، وتنسحبُ اسرائيلُ من النقاط التي تحتلُها»، فانه اعتبر ان «هذا ما يجب أن يترافقَ مع مسارٍ تفاوضي، نعتبرُه السبيل الوحيد لتحقيق أهدافنا الوطنية ومصلحة لبنان العليا». واكد الرئيس عون ان التفاوض هو السبيل الوحيد لتحقيق مصلحتنا كما حصل بالاجماع في السابق وفي تشرين الثاني الماضي لوقف الاعتداءات الإسرائيلية وحصر السلاح بيد الدولة. ودعا رئيس الجمهورية: لتوسيعِ مروحة اتفاق غزة لتشملَ الأزماتِ الأخرى بحيث تتوَّجُ هذه المساعي سلاماً شاملاً وفق قراراتِ الشرعية الدولية ومبدأِ حلِ الدولتين. اما الرئيس البلغاري رومن راديف، فاكد على جهوزية واستعداد بلاده للمساهمة في تعزيز الشراكة مع لبنان وضمان الامن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، مؤكدا ان بامكان بلغاريا ان تلعب دورا مهما في إعادة اعمار لبنان والمساهمة في الزراعة والتعليم العالي والثقافة والاستثمارات والتجارة. وأشار الى التوافق على أهمية التعاون في المجالين العسكري والأمني الثنائي، مؤكدا دعم جهود لبنان من اجل إقامة السلام والامن والاستقرار في الشرق الأوسط. مواقف الرئيسين عون وراديف جاءت في خلال مؤتمر صحافي مشترك عقداه بعد محادثات ثنائية استمرت ساعة وربع الساعة، وأخرى موسعة تناولت سبل تعزيز العلاقات بين البلدين حضرها عن الجانب اللبناني: وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي، سفيرة لبنان في بلغاريا السفيرة رحاب أبو زين، المستشار الشخصي لرئيس الجمهورية العميد المتقاعد اندريه رحال، والمستشار السياسي جان عزيز، والمستشار ورئيس مكتب الدراسات العميد الركن الطيار زياد هيكل، ومدير الاعلام رفيق شلالا. اما عن الجانب البلغاري فشارك في المحادثات: السفير لدى لبنان ياسين توموف، والامين العام لوزارة الخارجية روسي ايفانوف ومدير الرئاسة غالب دونيف وامين عام الدفاع ديمتري سترونافوف، المستشار العسكري الاميرال ميتكو بيتيف، ومدير الاعلام كيريل اتاناسوف ومدير الشؤون القانونية بلامين اوزونوف.
المحادثات
في مستهل المحادثات الموسعة رحب الرئيس البلغاري بنظيره اللبناني، في زيارته الى بلغاريا التي تتم، كما قال، في مرحلة في غاية التعقيد للبنان والمنطقة، لكنها مناسبة للتأكيد على ان بلغاريا كانت دائماً وستبقى، داعمة لجهود لبنان من اجل استعادة استقراره وأمنه وسلامه، كما تدعم السبل الآيلة الى استقرار منطقة الشرق الأوسط. وقال: «لقد مضت على علاقاتنا الثنائية ستون عاماً، وهي تزداد تطوراً يوماً بعد يوم، وسنبحث اليوم في تطويرها في مختلف المجالات: الاقتصادية والتربوية والثقافية، وعلينا ان نمنح الفرص الواسعة لمواطني بلدينا لمزيد من اللقاءات التي تهدف الى تعزيز التعاون. وهذا الامر سيزداد وثوقاً بعد افتتاح خط جوي مباشر بين بلغاريا ولبنان. نرحب بكم السيد الرئيس مجدداً، ونقدر جهودكم في اعادة لبنان الى الخارطة الدولية وتطويره في مختلف المجالات، والعمل على اعادة الاستقرار اليه، وستجدون بلغاريا الى جانبكم دائماً للمساعدة».
ورد الرئيس عون شاكراً الرئيس البلغاري على استقباله والوفد اللبناني، وقال: «ثمة قواسم مشتركة بين لبنان وبلغاريا، وعلينا البحث في المزيد من التعاون لا سيما على الصعيد السياحي والثقافي والتربوي، وحتى الدعم العسكري، ونسعى الى ان تكون علاقتنا متينة من اجل مصلحة بلدينا وشعبينا الصديقين. ولا بد لي من ان اشكر لكم استقبالكم لأبناء الجالية اللبنانية في بلدكم وتقديم كل الدعم لهم، كما يسعدنا ان نستقبل في لبنان ايضاً ابناء من الجالية البلغارية». بعد ذلك تطرق البحث الى سبل تطوير العلاقات وتفعيلها في عدة مجالات، لا سيما مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والنقل البحري. وأوضح الرئيس البلغاري ان لدى بلاده القدرة على المساعدة في مجالات التعليم الجامعي، كما في المجال الاكاديمي العسكري، والاستفادة من في مجال الصناعة العسكرية، لا سيما وان بلغاريا تتمتع بخبرة في انتاج الأسلحة، وهي تعمل حالياً على تطوير «المسيّرات» والمعدات الالكترونية والأجهزة لحماية الشخصيات. ولفت الى اهمية تطوير التعاون في المجال التجاري، نظرا لدور لبنان في منطقة الشرق الاوسط وحضوره على الساحة الدولية. واقترح الرئيس البلغاري تشكيل لجان مشتركة بين البلدين لدرس المواضيع المشار اليها، وقال:»يمكنكم ان تتأكدوا من ان بلادنا سوف تدعم الحوار اللبناني-الأوروبي، لاسيما وان لبنان شريك استراتيجي للاتحاد الاوروبي وللتنمية في منطقة الشرق الاوسط.» من جهته، شدد الرئيس عون على الرغبة في التعاون من خلال اعادة النظر في الاتفاقيات بين البلدين والبالغ عددها خمسة وعشرين اتفاقية، ومعرفة سبل تطويرها وجعلها اكثر ملاءمة للتطورات الراهنة. وأيّد الرئيس البلغاري في قوله ان لبنان شريك استراتيجي للاتحاد الأوروبي، واهمية دوره في الشرق الأوسط، كما ان موقعه يجعله نقطة وصل بين الشرق الاوسط وبلغاريا. ثم تحدث عن ضرورة تشكيل وفود مشتركة بين البلدين لمتابعة المواضيع ذات الاهتمام المشترك والتي تم البحث فيها والاتفاق عليها خلال الخلوة الثنائية وخلال المحادثات الموسعة. وقال: «إن الظروف الآن افضل بكثير لتعزيز التعاون في مختلف المجالات خصوصاً في اعادة فتح الخط الجوي بين لبنان وبلغاريا».
وقال الرئيس عون: «نتمنى ان نرى قريباً الطيران البلغاري في مطار رفيق الحريري الدولي، في رحلات مباشرة». ونوّه الرئيس البلغاري بدور الجالية اللبنانية في بلغاريا، معتبراً انها تلعب دوراً اساسياً في الاقتصاد البلغاري ولها حضور في مجالات مختلفة لا سيما السياحية والتجارية، مقترحاً اقامة معارض تجارية بين البلدين من تنظيم غرف التجارة بين لبنان وبلغاريا. ثم تطرق البحث الى الوضع في المنطقة وضرورة تعزيز الاستقرار في لبنان ووقف الاعتداءات الاسرائيلية عليه، ولفت الرئيس عون الى عمل القوات الدولية في مجال مراقبة الشاطئ اللبناني، مركزاً على ضرورة تفعيل التعاون البحري بين البلدين، ولا سيما مع الكلية الحربية في بلغاريا التي من الممكن ان تساعد في تدريب ضباط لبنانيين. وتم الاتفاق في هذا السياق على ان يتم التواصل بين مسؤولين في وزارة الدفاع في البلدين من اجل هذه الغاية.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.