كلام المسؤولين الإيرانيين «لا بيقدّم ولا يأخّر» [الحلقة الثانية]

12

كتب عوني الكعكي:

تحدّثنا البارحة عن تاريخ العلاقات بين إيران وأميركا، وإيران وإسرائيل.

واليوم سنبحث في محطات أكثر عن التمادي الإسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية وصولاً الى حرب الـ12 يوماً.

وهنا نبدأ:

أولاً: باغتيال العلماء النوويين والقادة العسكريين الإيرانيين، وحرب الظلّ في البحر 2019- 2022، وهي عبارة عن عمليات تخريب واستهداف سفن تجارية ونفطية.. ومن اغتيال: محسن فخري زاده، ومجيد شهرياري، ومصطفى أحمدي روشن، ومسعود علي محمدي، والجنرال حسن طهراني، وحسين سلامي، ومحمد باقري، وعلي شادماني، وجمال الدين شادماني، وأمير علي حاجي زاده، وداود شيخيان إضافة الى قاسم سليماني.

كل هذه التهديدات والهجمات التي نفذتها إسرائيل ضد إيران، لم تقابل فعلياً إلاّ بردٍّ عسكري محدود وضعيف، وبكلام أجوف لا يسمن ولا يغني من جوع. فذاب الثلج وبان المرج، واتضحت الصورة بأنّ إيران إما أن تكون عاجزة تماماً عن الردّ أو أنّ في النيّات خفايا وخبايا لا يعرفها إلاّ الراسخون في التحليل والعلم.

ثانياً: حرب الـ12 يوماً.

لم تكن الحرب الإيرانية – الإسرائيلية، أو حرب إيران وإسرائيل، أو حرب الإثني عشر يوماً كما يطلق عليها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والتي بدأت في ساعات الفجر الأولى من يوم 13 حزيران (يونيو) 2025، بداية التهديدات الإسرائيلية لإيران…

وثمّة مؤشرات خطيرة توحي بأنّ حرب إسرائيل وتهديداتها لإيران تقترب مجدداً.

إنّ إسرائيل التي كانت علاقاتها مميّزة مع إيران، لم تعد كذلك… فالصراع حول النضال السياسي للقيادة الإيرانية ضد إسرائيل يتمحور في أنّ إسرائيل تهدف لمنع إيران من إنتاج أسلحة نووية وإضعاف حلفائها وأتباعها مثل: حزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن، والحشد الشعبي والميليشيات الموالية لإيران في العراق.

إلى ذلك، فقد أعلنت إسرائيل أنّ أهدافها من الضربة التي وجهتها لإيران هو تقويض برنامجها النووي، وتعطيل قدراتها النووية.

ثالثاً: اغتيال قادة الصفّ الأوّل

وهنا بعض الأهداف التي قصفتها إسرائيل: استهداف القيادات العليا، بما في ذلك اغتيال قادة الصف الأوّل.

لقد أسفرت الهجمات الإسرائيلية عن مقتل العديد من القادة العسكريين الإيرانيين وقادة الحرس الثوري، وعلماء نوويين بارزين، بالإضافة الى تدمير منشآت نووية رئيسية بما في ذلك منشآت نطنز وأصفهان وفوردو… كما اعتبرت إسرائيل طهران أنها التهديد الاستراتيجي الأخطر.

كما أعلنت إيران عن مقتل أكثر من 600 شخص، وتدمير أجزاء كبيرة من البنية التحتية في مدن مثل طهران.

رابعاً: أدوات المواجهة بين الطرفين:

عبر السنوات تباينت أدوات المواجهة بين الطرفين من الاغتيالات النوعية والهجمات السيبرانية، الى العمليات الاستخباراتية المعقدة، وصولاً الى الضربات الحقيقية الدقيقة، التي أطاحت بكبار القادة في النظام الإيراني. وهنا عشر محطات تاريخية للمواجهة بين إسرائيل وإيران:

خامساً: عملية صواريخ «قيصر عامر».

بعد الهجوم الاسرائيلي على إيران، وردّاً على اغتيال القادة الإيرانيين والعلماء النوويين، بدأت إيران عند الساعة التاسعة الردّ على الهجوم الإسرائيلي العنيف الذي طال أراضيها فجر الجمعة 13 حزيران… ولكن هذا الردّ لم يكن بحجم ما تعرّضت له إيران من دمار وعنف… حتى شبّه البعض «سخرية» الصواريخ الإيرانية بصواريخ من محلات «قيصر عامر». رغم ادعاء إيران انها أطلقت عشرات الصواريخ باتجاه إسرائيل. وسمّت إيران عملية الردّ بعملية «الوعد الصادق -3».

والظريف أيضاً أنّ إيران التي أرسلت أكثر من مائة طائرة خارج حدودها. وأظهر ڤيديو مدته 18 ثانية لحظة إطلاق الطائرات المسيّرة المحمولة على مركبات، لم تحْدث أي دمار يُذكر بل طال الردّ الإيراني صحراء النقب. كما استطاعت إسرائيل والولايات المتحدة إسقاط معظم الصواريخ والمسيّرات وكأنها كانت تعلم توقيت إطلاقها.

سادساً: سوريا ساحة مواجهة

لقد كانت سوريا قبل هروب بشار الأسد وخلال حكمه ساحة مواجهة.. ولا ننسى الهجمات السيبرانية التي وجهتها إسرائيل لـ«محور الممانعة» مثل زرع ڤيروس Stux net الذي عطّل أجهزة تخصيب اليورانيوم في إيران.

كذلك، لن ننسى استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق والذي لم يتم الردّ عليه. واغتيال رئيس حركة حماس إسماعيل هنيّة في «قلب» طهران ولم يتم الردّ عليه أيضاً. إضافة الى مقتل قائد «فيلق القدس» قاسم سليماني مع رفيقه أبو مهدي المهندس في مطار بغداد وتمّ السكوت عليه.

سابعاً: تحدّي إيران بقتل جماعة حزب الله في لبنان

ففي 27 أيلول 2024، نفّذت إسرائيل غارة جوّية دقيقة استهدفت مقراً لحزب الله في حارة حريك أدّت الى مقتل الأمين العام السيّد حسن نصرالله أتبعتها بغارات قتلت الأمين العام البديل للحزب السيّد هاشم صفي الدين، والقادة محمد ناصر وفؤاد شكر وغيرهم، مما كشفت عن عمق القدرات الاستخباراتية ونوعية الاستهدافات الإسرائيلية.

في الختام أقول: إنّ ما ذكرته في الحلقتين الأولى والثانية يدلّ دلالة واضحة أنّ الكلام المغلّف بالعنتريات والبطولات الوهمية «لا بيقدّم ولا بأخّر».

aounikaaki@elshark.com

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.