لا يحمي اللبنانيين إلاّ الديبلوماسية
كتب عوني الكعكي:
في قديم الزمان كان يُقال: «قوة لبنان ضعفه».
بعدها كنا نقول دائماً: إنّ لبنان محمي بسبب الوجود المسيحي في لبنان، خصوصاً أن فرنسا والعالم الغربي وعلى رأس تلك الدول أميركا هي التي تحمي لبنان.
الاهتمام الأميركي بلبنان كان من حسن حظ لبنان، لأنّ الدولة الوحيدة في العالم التي تستطيع أن تحمي لبنان من إسرائيل هي أميركا.. وأنّ الرئيس دونالد ترامب أثناء فترة الانتخابات الرئاسية عام 2024، قال يومذاك إنه معجب باللبنانيين وأنّ صهره لبناني، وهو يحب الشعب اللبناني، وأنّ اللبنانيين يحبون الحياة، وحرام على هذا البلد الجميل أن يتعرّض كل 10 أو 15 سنة الى حرب… لقد انتهى عهد الحروب.
نفهم أن حزب الله، حرّر الأراضي اللبنانية… وأجبر إسرائيل على الانسحاب لأوّل في التاريخ عام 2000 من لبنان من دون شروط. ما يعني أن الحزب قام بواجبه المقدّس، وهو تحرير أرض لبنان من الاحتلال الإسرائيلي.. وأقام الرؤساء احتفالاً في تاريخ 25 أيار وسمّوه يوم التحرير…
يومذاك، قرار الشهيد الرئيس رفيق الحريري إرسال الجيش الى جنوب لبنان لتنفيذ القرار 425 بعد عدوان إسرائيل على الجنوب من نيسان 1996. قامت الدنيا ولم تقعد، واعتبر أن قرار الحريري هو ضد الحزب. وبالتأكيد كانت الأوامر من إيران وسوريا. ومصلحة إيران وسوريا أن تبقى الجبهة في جنوب لبنان مفتوحة، لتوجيه إيران وسوريا رسائلهما.
إذ كلما أرادت إيران أو سوريا أن ترسل رسالة الى إسرائيل، يقوم الحزب بإطلاق صاروخ على الدولة العبرية.
عام 2006 أقدم الحزب على خطف جنديين إسرائيليين تحت شعار «تحرير أسرانا». كانت النتيجة قتل وجرح حوالى 5000 جندي ومواطن من الحزب وتخريب البنية التحتية وتدمير محطات الكهرباء، كما حدث في محطة «الجمهور»… الى قصف الضاحية الجنوبية وتدميرها، والأهم جنوب لبنان دمّر دماراً شبه كلّي. كذلك تدمير عدد كبير من الجسور، حيث أصبح التنقل في الطرقات بحاجة الى خارطة طريق، لأنّ ما قامت به إسرائيل من هدم جسور، جعل التنقل شبه معدوم بل شبه مستحيل بين المناطق.
كل هذا ليبشّرنا شهيد فلسطين السيد حسن نصرالله بجملة «لو كنت أعلم».
وبالرغم من أن التفاوت بين إمكانيات إسرائيل وتطوّرها الإلكتروني وتفوّقها في عالم التقدّم العلمي والتقني، كان يعطيها الأفضلية.
دخل الحزب في 7 أكتوبر 2023 تحت شعار «إسناد غزة»… من حيث المبدأ هذا عمل مقدّس، ومما أدخل الشهيد حسن نصرالله مقاماً عالياً جداً، لأنّ نصرة الشعب الفلسطيني واجب مقدّس… وقامت إسرائيل بعملية «البيجر» التي تحدث عنها شهيد فلسطين السيّد حسن نصرالله، واعترف بأنّ إسرائيل متفوّقة علينا بالتكنولوجيا. اغتالت إسرائيل بعد «البيجر» شهيد فلسطين حسن نصرالله ومعه كامل الصفّ الأوّل من قيادته وابن خالته السيد هاشم صفي الدين.
أما الضربة الثالثة، فكانت سقوط الرئيس الهارب بشار الأسد، أي أن أهم دولة في محور الممانعة سقطت.
وصلنا الى اتفاق وقف إطلاق النار بين العدو الإسرائيلي وبين لبنان.. ويعلم الجميع أن إسرائيل لا تلتزم بأي اتفاق، لذلك ما هو الحل؟
الحل الوحيد بعد سقوط سلاح الحزب هو العمل الديبلوماسي. إذ لا يحمي لبنان ولا اللبنانيين إلاّ الديبلوماسية والجيش اللبناني وقوى الأمن والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
aounikaaki@elshark.com
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.