لا يمكن لأي رئيس أن يحكم سوريا إلاّ بموافقة أميركا!!!

7

كتب عوني الكعكي:

الزيارة التي يقوم بها الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع ومعه وزير الخارجية أسعد الشيباني برفقة ثلاثة وزراء، تعتبر زيارة ذات طابع شديد الأهمية.

الحفاوة في الاستقبال الى بداية رفع العقوبات، تؤكد أنّ هذا النظام الجديد اتخذ القرار الصائب ليستطيع أن يحكم سوريا.

إنّ هذه الزيارة ذكرتني ببداية عهد الرئيس الهارب بشار الأسد حين جاء الى سوريا عام 2005 ريتشارد أرميتاج واجتمع مع الأسد، واتفق معه أن يعطيه ثلاثة أسماء لاختيار أحدهم ليكون رئيساً للجمهورية اللبنانية بدل إميل لحود.

بعد خروج المبعوث الأميركي، اجتمع الرئيس الأسد بنائب الرئيس عبد الحليم خدام ومعه وزير الخارجية فاروق الشرع، وأطلعهم على ما جرى بينه وبين المبعوث الأميركي، ردّ نائب الرئيس عبد الحليم خدام قائلاً: «هذا أفضل اقتراح سمعته في حياتي.. وهذه فرصة كبيرة لك كي تحكم.. حيث أنّ والدك الرئيس حافظ الأسد ما كان ليحكم لولا موافقة أميركا».

أما الشرع فقال: «يجب التمسّك بالتمديد للرئيس الفاشل إميل لحود، لأنه ضمانة للوجود السوري في لبنان وضمانة لحماية حزب الله…». ودخل «أبو جمال» على الخط وقال له: «يا سيّدي، لو افترضنا أنّ إميل لحود توفي.. فماذا نفعل؟ ألا يوجد عندنا في لبنان كله غير إميل لحود؟».

للأسف، الرئيس الهارب والفاشل التقى المبعوث الأميركي أرميتاج وقال له: «قرّرت أن أمدّد للرئيس إميل لحود»، فأجابه المبعوث الأميركي: «اسمح لي يا سيّدي الرئيس أن أقول لك إنك اتخذت قراراً خاطئاً وسوف تدفع الثمن غالياً».

وهذا ما حصل بالفعل… فأين هو بشار اليوم؟

وطالما أننا نتحدّث عن العهد الجديد في سوريا، علينا أن نأخذ بالاعتبار، أنّ المملكة العربية السعودية، وتحديداً ولي عهد المملكة، استطاع أن يؤمّن لقاء بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب وبين أحمد الشرع في المملكة بحضوره.. وهذا له معنى كبير، ترجم فوراً بالوفد السعودي الاقتصادي الذي زار سوريا واتفق على دعم مشاريع هناك تصل الى حدود الـ16 مليار دولار.. كذلك فعلت دولة الإمارات.. وكذلك أيضاً دولة قطر.

هذا يؤكد أنّ المملكة السعودية ودول الخليج أبدت استعدادها لاحتضان سوريا واسترجاعها، وطرد النفوذ الإيراني من المنطقة.

ولفتني حديث للوزير الزعيم وليد جنبلاط عندما سُئل عن الرئيس أحمد الشرع، وأنّ خلفيته جاءت من جماعة إرهابية بين «القاعدة» وبين «داعش»، فكان جوابه دقيقاً جداً حين قال: «خلفية الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات (أبو عمار) أنّه إرهابياً، وبالرغم من ذلك حصل على جائزة «نوبل للسلام».

aounikaaki@elshark.com

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.