مؤتمر الاقتصاد الاغترابي في بيروت في 8 آب: مشاركة في ورشة النهوض وتعزيز الروابط
عقد وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي أمس مؤتمرًا صحافيًا مشتركًا في مقرّ الوزارة مع وزير الاقتصاد والتجارة عامر بساط والرئيس التنفيذي لمجموعة الاقتصاد والأعمال رؤوف أبو زكي، أعلنا خلاله انعقاد مؤتمر “الاقتصاد الاغترابي الرابع” في الثامن من آب المقبل في بيروت برعاية رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون.
تحدّث الوزير رجي، فقال: “يسعدني أن أرحّب بكم للإعلان عن تنظيم “مؤتمر الاقتصاد الاغترابي الرابع” المزمع عقده بتاريخ 8 آب 2025 في بيروت، يتزامن المؤتمر بنسخته مع عهد وحكومة جديدة يسعيان لإعادة وضع لبنان على الخريطة العربية والدولية. فلبنان عازم على استعادة سيادته كاملة على كامل أراضيه، وعلى أن يكون شريكًا عربيًا ودوليًا يمكن الاعتماد عليه، بما يفيد أبناؤه المقيمون والمغتربون. وعندما نتحدّث عن لبنان الذي نسعى لبنائه بما يلبّي تطلّعات بناته وأبنائه بالحياة الكريمة، لا يمكن أن ننسى شركاءنا اللبنانيين المهاجرين والمغتربين. فهؤلاء المغتربون يشكّلون رافدًا أساسيًّا لقيامة لبنان وطن الرسالة، والثقافة، والمحبّة، والتنوّع”.
أضاف:”إنّ جذب المغتربين اللبنانيين للمشاركة في ورشة نهوض من خلال مشاريع اقتصادية تعود على لبنان وعليهم بالخير، والبركة، والفائدة المُشتركة، في صلب اهتمامنا لإبقاء هذا الرابط وتعزيزه مع الوطن الأم، فلبنان بحاجة إلى كلّ أبنائه مقيمين ومغتربين ليعود وينهض من جديد. نعوّل على هذا المؤتمر كبارقة أمل، للمساهمة في إعادة ربط ما انقطع مع أهلنا المغتربين، وليكون ساحة تلاق وبناء شراكات مع أخوتنا وأشقائنا العرب أيضًا”.
وختم رجي، “نتطلّع إلى نجاح هذا المؤتمر ونشدّ على أيدي المنظمين لِما فيه مصلحة لبنان المقيم والمغترب”.
بدوره الوزير بساط اعتبر أنّ “المؤتمر يضع المغترب اللبناني في موقع مركزي في مشروع إعادة النهوض بلبنان لا كمصدر موسمي للدعم”، وقال: “يسعدني أن أكون بينكم اليوم في هذا اللقاء الذي يضع المغترب اللبناني في موقع مركزي في مشروع النهوض الاقتصادي، المغترب كمستهلك، كمموّل، كمستثمر، كناقل للمعرفة، والعلاقات الخارجية. وهذا تمامًا ما يقوم به مؤتمر الاقتصاد الاغترابي في نسخته الرابعة”.
أضاف: “أقول ذلك من موقع التجربة. فقد كنت مغتربًا لأكثر من أربعين عامًا، عايشت خلالها كل التحدّيات التي تواجه اللبناني حين يغادر وطنه، من حنين الانتماء إلى صعوبة إثبات الذات في مجتمعات جديدة. لكني أيضًا أتكلم اليوم من موقع من عاد، ومن يعرف تمامًا كم يحمل كل فرد في الاغتراب رغبة عميقة في أن يعطي، أن يسهم، أن يصنع فرقًا. لهذا السبب، نحن هنا اليوم — لإطلاق مؤتمر يعيد الاعتبار لدور المغترب كمساهم قوي في العجلة الاقتصادية المنتجة”.
وتابع: “لقد مرّ لبنان خلال السنوات الماضية بانهيار غير مسبوق على كافة المستويات، ووسط ذلك، بقي شريان واحد ينبض بثبات: الاغتراب: 6.5 مليارات دولار سنويًا هو معدل التحويلات المالية منذ بدء الأزمة. في ذروة الانهيار، شكّلت التحويلات 33 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي. وحتى اليوم، تشكّل ما يقارب 27 في المئة من الناتج. لكن أقولها بوضوح: المغترب ليس مجرّد مصدر تمويل. لهذا السبب، أعتبر اليوم كوزير اقتصاد أن التعامل مع الاغتراب يجب أن ينتقل من العرف إلى السياسة، ومن المناسبات إلى المنهج، ومن العاطفة إلى التخطيط”.
وأردف: “وهنا أريد أن أشير إلى ما بدأنا القيام به بشكل عملي الأسبوع الماضي وهو مبادرة جمعت الملحقين الاقتصاديين اللبنانيين حول العالم في مقاربة تقرّب المغترب اللبناني من وطنه وتساعده في الخارج . مؤتمرنا اليوم، وما يحمله من محاور دقيقة، يؤكد أن الدولة اللبنانية بدأت تنظر إلى المغترب بما يستحقه: كشريك في النهوض، لا كمصدر موسمي للدعم. المؤتمر هذا يمنح المغتربين ما يستحقونه من إصغاء، من شراكة، ومن سياسات”.
ولفت إلى أنّه “في زمن التحوّلات، رأس المال المتنقل ليس فقط المال، بل الإنسان الذي يحمل معرفته، وخبرته، وشبكته على كتفيه… والمغترب هو رأس مال لبنان الذي لا يعرف الحدود”.
واستطرد: “وكما شهدنا بعد انفجار بيروت، حيث كان الاغتراب في الطليعة – فإننا نؤمن أن أي نهوض حقيقي يبدأ حيث يبدأ التزامهم، وينجح حين نمنحهم أدوات الشراكة الحقيقية. وأخيرًا، من بيروت إلى البرازيل، ومن دير القمر إلى ديترويت، لكلّ من يهمّه لبنان ندعوكم للمشاركة في هذا المؤتمر يوم الثامن من آب، لأنّ ما نخطط له هنا، لن يكتمل إلّا بحضوركم”.
من جهته، أكد رؤوف أبو زكي “أنّ المؤتمر يأتي في لحظة دقيقة من تاريخ لبنان وسط تحديات سياسية وأمنية واقتصادية واجتماعية غير مسبوقة ليطرح أمام اللبنانيين فرصة جدية لإعادة بناء الدولة على أسس صحيحة قائمة على الإصلاح، وإعادة وصل ما انقطع بين الدولة والمجتمع وبين المقيم والمغترب وبين لبنان وأشقائه العرب”.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.