ماجدة الرومي.. صوت سيادة لبنان وجيشه وعروبته

53

مساء الثلاثاء أضاءت السيدة ماجدة الرومي فضاء بيروت بصوتها وأغنياتها وأضيئت أعياد بيروت بالمفرقعات الناريّة التي أشعلت ليل بيروت فرحاً، أن تكون ماجدة الرومي في قلب ستّ الدّنيا أمرٌ يعزُّ ويصعب على غيرها، قد يظن البعض أنّ كلامنا هذا مرسلٌ مدحاً في فنانة عظيمة والحقيقة أنّه وصفاً دقيقاً للعلاقة بين ماجدة ورماد بيروت قبل نهوضها من الحروب الشنعاء التي صرخت ماجدة الرومي بأنها أتعبتنا وأرهقتنا منذ العام ١٩٧٥ تاريخ بدء الحرب الأهلية اللبنانية، قد لا تعيد الذاكرة البعض إلى أكثر من عشرين عاماً بالكثير، والحقيقة أنّ ماجدة الرومي يوم كانت تستعدّ لإحياء حفلاتها في قصر المؤتمرات في باريس كان التلفزيون والصحافة الفرنسية يستعدّون لاستقبال نجمة بيروت التي صدح صوتها فهزّ اللبنانيين والعرب ومعهم الفرنسيين قومي من تحت الرّدم، يومها لم يكن الطريق إلى بيروت فيه نقطة ضوء واحدة،كان السواد على عكس أضواء الثلاثاء في أواخر أيلول العام ١٩٩١سحبتنا الطريق الخالية من الخوف والرّهبة إلى وسط بيروت قبل أن يهبّ أحدٌ لإعمارها، سواد اجتاحته ماجدة ومعها فرقتها جمهورها في تلك الليلة فريقها الضيّق وفريق التلفزيون الفرنسي وقفت في ساحة الشهداء، موتور كهرباء أضاء مساحة الليل المخيف جداً كانت بيروت موهرة كنّا نلتّف حول بعضنا البعض خوفاً وأملاً وإيماناً وتصديقاً لصوت ماجدة وهو يصدح قومي يا بيروت قومي…يوم الثلاثاء الماضي هبّ المسرح احتفاءً ببيروت السعيدة بوجود سيدة كماجدة تحبّ بيروت وتحبّها بيروت، وبلبنان الحيّ القويّ وشعبه البطل(كما وصفته ماجدة)، أما كلمة ماجدة في هذا الحفل فيُكتب فيها عشرات الصفحات، لكنّنا احتراماً وتقديراً لها لن نزيد ونزايد على ما قالته -لأنّ عشرة العمر بيننا وبينها تدقّ عامها الأربعين – بدأت ماجدة كلمتها بـ «ترحيب كبير بالعهد الجديد الذي ملأ قلوبنا أملاً، ومن منّا نحن اللبنانيّين كلّنا ليس بحاجة للأمل بعد كل الذي مرّ علينا منذ العام ١٩٧٥ وحتى الآن، يحقّ لنا أن نقول تعبنا واختنقنا وزهقنا حروباً من خلفها حروب من خلفها حروب وطلعاتٌ ونزلات ومطبّات وفجوات، تعبنا.. على أمل أن تتمّ إعادة إعمار من قرانا الحدوديّة التي دمّرها العدوّ الإسرائيلي.. نعرف هذا العدوّ من مجازر غزّة ومجزرتي قانا نعرفه من الإجتياح ومن حرب تموز عام ٢٠٠٦..لماذا يحرق العدو ويسرق شجر الزيتون من الجنوب؟ إنّها حرب ضدّ رضّع في غزّة ، هذه إسمها جرائم حرب وليس حروبا»..أتكلّم من منطلق إنسانيّ لأخاطب ضمير العالم، فعين العدوّ على احتلال الدّول العربيّة كلّها، لكنّ الشعب اللبناني لا ينكسر. وبمنتهى الرقيّ الفنيّ ومن قلب أغنيتها الأسطورة بيروت ست الدنيا وقفت ماجدة لتقول: هي ليلة سعيدة أردتُها عرساً وهي مناسبة أردتُ أن أشكر فيها كلّ من كتب عنّي كلمة حلوة منذ غنّيت عم بحلمك يا حلم يا لبنان (عام ١٩٧٤ حازت عليها جائزة فخر الدين من قيادة الجيش اللبناني آنذاك)..أنا ماجدة الرّومي أشكر من كتب عني نقد بنّاء أو لاذع وقبل كلّ هؤلاء من شتمني لأنّي من الحلو والمرّ ومن الدّمعة والبسمة تعلّمتُ «كيف صير إنسان»، كان لزاماً عليّ أن أخرج بشيء من هذه المهنة من هذا المشوار الطويل، كان يجب أن أختصره برسالة، وركعتُ أمام الله وضميري وعاهدتُ الله أن أكون رسالة حبّ لسيادة لبنان وشعبه وجيشه وعروبته».
لا يجوز أن تنتقي كل صحيفة ما يناسبها من كلام هو كلّ في انسيابيّته وأهميّته وعفويّته، اختصرت هذه الكلمة جوهريّة الفنانة والإنسانة والمواطنة الفنانة ماجدة الرومي.. يا حضرة وزيرة التربية حان الوقت لتدخل ماجدة الرومي كتب الأدب والقراءة كونها أسطورة عظيمة من لبنان.
ميرفت سيوفي

m _ syoufi@hotmail.com

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.