متعهدون أميركيون يطلقون الرصاص على المجوعين ويمرّرون معلومات للجيش الاسرائيلي حول الفلسطينيين

5

كشف تحقيق لوكالة أنباء “أسوشيتد برس” أعدته جوليا فرانكيل أن متعاقدين أمريكيين يحرسون مواقع توزيع المساعدات التابعة لمؤسسة “غزة الإنسانية”، أطلقوا الرصاص والقنابل الصوتية في الوقت الذي كان فيه المجوعين الفلسطينيين يحاولون الحصول على المساعدات الإنسانية، وذلك بحسب روايات وتحليل للقطات فيديو حصلت عليها الوكالة.

وتحدث متعاقدان أمنيان أميركيان للوكالة شريطة عدم الكشف عن هويتهما قائلين إنهما تقدما بروايتهما نظرا لشعورهما بالإنزعاج مما رأياه من ممارسات خطيرة وغير مسؤولة.

وقالا إن متعهدي الأمن المعينين كانوا في الغالب غير مؤهلين ولم يتم التحقق من ملفاتهم ومدججين بالسلاح ويشعرون أنه يستطيعون عمل ما يحلو لهم. وقال متعهد إن الموظفين الأميركيين في المواقع يراقبون  الأشخاص القادمين بحثا عن المساعدة ويوثقون هوية أي شخص يعتبر “مشتبها به”، مضيفا إنهم يتشاركون هذه المعلومات مع الجيش الإسرائيلي.

وتظهر مقاطع فيديو قدمها أحد المقاولين، والتقطت في المواقع، مئات الفلسطينيين المتزاحمين بين بوابات معدنية، وهم يتدافعون للحصول على المساعدة وسط دوي الرصاص وقنابل الصوت وغاز الفلفل. وتتضمن مقاطع فيديو أخرى حوارات بين رجال ناطقين بالإنكليزية يناقشون كيفية تفريق الحشود، ويشجعون بعضهم البعض بعد إطلاق رشقات نارية.

وتم تسجيل منطمة “غزة الإنسانية” في ديلاوير، أميركا في شباط ومنذ أن بدأت “غزة الإنسانية” عملياتها قبل أكثر من شهر، يقول الفلسطينيون إن القوات الإسرائيلية تطلق النار كل يوم تقريبا على الحشود على الطرق المؤدية إلى نقاط التوزيع، عبر المناطق العسكرية الإسرائيلية. وقتل مئات الأشخاص وجرح مئات آخرون، وفقًا لوزارة الصحة في غزة وشهود عيان. وردا على ذلك، يقول الجيش الإسرائيلي إنه يطلق طلقات تحذيرية فقط ويحقق في تقارير عن إلحاق الضرر بالمدنيين.

 وقال متحدث باسم مؤسسة غزة الإنسانية إن لدى أشخاص مصلحة في رؤية كل العملية تفشل، وهم على استعداد لفعل أي شيء تقريبا لتحقيق ذلك. وأضاف المتحدث أن الفريق يتألف من خبراء مخضرمين في المجال الإنساني واللوجستي والأمني، يتمتعون بخبرة ميدانية واسعة. وتؤكد المؤسسة أنها وزعت ما يعادل أكثر من 50 مليون وجبة في غزة ضمن صناديقها الغذائية التي تحتوي على مواد غذائية أساسية. ولكن المتعهدين اللذين تحدثا للوكالة قالا إن الرصاص الحي واستخدام الفلفل للرش على الباحثين عن المساعدات يحدث حتى في الأوقات التي لا يوجد فيها أي تهديد.

وقال المتعهد الأمني الذي صور لقطات الفيديو، إن الجيش الإسرائيلي يستغل نظام التوزيع للوصول إلى المعلومات. وقال إن الكاميرات تراقب عمليات التوزيع في كل موقع، وإن محللين أميركيين وجنودا إسرائيليين يجلسون في غرفة تحكم حيث تعرض اللقطات آنيا. وأوضحا أن غرفة التحكم موجودة في حاوية شحن على الجانب الإسرائيلي من معبر كرم أبو سالم إلى غزة. وأضاف المتعاقد الذي صور الفيديوهات أن بعض الكاميرات مزودة ببرنامج للتعرف على الوجوه. وفي اللقطات المباشرة للمواقع التي شاهدتها وكالة ”أسوشيتد برس”، وصفت بعض مقاطع الفيديو بأنها “تحليلات”  وهي المواقع التي كانت مزودة ببرنامج التعرف على الوجوه، على حد قوله.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.