مجوّعو غزة.. إغماءات في الشوارع وهياكل عظمية تحركها قسوة الحياة

21

تزداد الأوضاع الإنسانية خطورة في قطاع غزة، بشكل غير مسبوق طوال أشهر الحرب المريرة السابقة، فسقوط الجوعى مغشيا عليهم في الشوارع، أو رؤية إنسان على هيئة “هيكل عظمي”، وحتى السماع عن موت شخص جراء نقص الطعام، أو شكوى الكبير والصغير من ألم البطون الجائعة، بات أمرا عاديا، لا يخجل السكان منه على خلاف العادة.

يقول عبد القادر داوود، وهو شاب في نهاية العشرينيات من العمر، ويقطن مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، إنه في يوم واحد، وخلال سيره إلى منزل أحد أقاربه، شاهد حالتي إغماء، أولها كانت لرجل في نهاية الخمسينيات من العمر، ويعاني من مرض السكري وغالبا ما يتكرر هذا المشهد كثيرا في قطاع غزة، بسبب نقص الطعام وسوء التغذية، حيث يشهد القطاع شحا كبيرا في المواد التموينية التي أصبح الحصول عليها ضربا من الخيال، حتى أن ما يتوفر منها بكميات قليلة لدى غالبية الأسر، لا تسد جوعهم، ولا تحمل في مكوناتها العناصر الغذائية اللازمة، إذ باتت الغالبية تعتمد على المعلبات أو البقوليات وأولها العدس والقليل من الخبز كوجبات رئيسة، تقدم بكميات قليلة جدا.غزة تموت جوعا..

وأعلنت وزارة الصحة في غزة، الثلاثاء، وفاة 15 فلسطينيا بينهم 4 أطفال خلال 24 ساعة الماضية جراء سياسة التجويع الإسرائيلية التي تتزامن مع حرب إبادة جماعية متواصلة منذ 22 شهرا.

وبذلك ارتفع إجمالي الوفيات الناجمة عن المجاعة وسوء التغذية منذ  تشرين الأول 2023 إلى 101 فلسطيني بينهم 80 طفلا، وفق الوزارة.

وفي وقت سابق الثلاثاء، أفادت مصادر طبية بوفاة فلسطيني مريض بالسكري، وطفل ورضيع جراء تأثرهم بسوء التغذية.

يأتي ذلك وسط تحذيرات فلسطينية رسمية وأخرى حقوقية من ارتفاع معدل الوفيات الناجمة عن الجوع وسوء التغذية في القطاع، خاصة بين الفئات الهشة كالأطفال والمرضى وكبار السن.

وكان رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى،قال الثلاثاء، إن غزة تتعرض لـ”مجاعة حقيقية لم تعد تكفي معها بيانات الإدانة الدولية”، ودعا إلى فتح المعابر فورا وإدخال المساعدات بكميات كافية.

وأضاف في كلمة خلال افتتاح اجتماع للحكومة في رام الله: “الوضع الإنساني في قطاع غزة تجاوز كل وصف، نحن أمام مجاعة حقيقية، أطفال يموتون من الجوع، كبار السن ينهارون، مرضى يموتون بلا دواء، عائلات بأكملها تُباد، ومن نجا منها فهو اليوم بلا مأوى ولا مياه ولا غذاء”.

وكانت الامم المتحدة اعلنت قتل الجيش الاسرائيلي اكثر من ألف شخص من منتظري المساعدات منذ نهاية ايار.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.