محمد الحوت يكسر القاعدة ويحلّق بـ MEA
كتب عوني الكعكي:
قبل أن نتحدّث عن شركة وطنية حققت معجزات… لا بدّ من الإشارة الى عدّة أسباب مكّنت محمد الحوت وإدارته من تحقيق حلم كان مستحيلاً:
أولاً: الرئيس الشهيد رفيق الحريري كان صاحب رؤية ثابتة، وكان يخطّط مستقبلياً لعشرات السنين. لذلك عندما قرّر إعادة بناء المطار أخذ بالاعتبار عملية التوسيع وهذه ساعدت chairman محمد الحوت أن يحقّق حلمه..
ثانياً: كلمة أوجهها الى مؤسّسها الرئيس صائب سلام، وإلى مدير ورئيس مجلس الإدارة أسعد نصر ونجيب علم الدين وسليم سلام، الى أن وصلت الى الرئيس محمد الحوت.
وبالفعل، فإنّ شركة «الميدل إيست» «شركة طيران الشرق الأوسط» بقيادة مديرها العام السيّد محمد الحوت استطاعت أن تكسر قاعدة مفادها أنّ الدولة لا تستطيع أن تدير مؤسّسة حكومية وتنجح.
عندما تسلم السيّد محمد الحوت الشركة، وبينما كان يدرس أوضاعها على جميع الأصعدة، رأى أنّ هذه الشركة بحاجة الى تقليص عدد الموظفين. والأدلة على ما أقوله أنّه كان في الشركة 7000 موظف، فكان قرار المدير العام قراراً خطيراً وجريئاً بأن يستغني عن 4000 موظف. لا شك أنّ هذا القرار هو نقطة البداية، أما الحديث عن ملابسات ما حصل فهي أنّ المدير العام استطاع بهدوئه وتفكيره «المستقيم» وصاحب رؤية صائبة، إذ تخطّى كل العوائق. وبالفعل مرّت الأمور مع «بعض أوجاع الرأس»، ولكن في النهاية استطاع الرئيس «chairman» أن يخطو خطوة كبيرة نحو التقدّم.
عندما تسلم الحوت مهامه، لم يكن لدى الشركة طائرة واحدة تملكها، وبالرغم من ذلك فإنّ «الاسطول» كان يضم 20 طائرة قبل مجيء الحوت لكن الهدر الموجود وزيادة عدد الموظفين وعدم اتخاذ قرارات جريئة، أدّت الى تقهقر الشركة وتراجعها حيث بدأت تبيع طائرة إثر طائرة حتى لم تعد هناك أي طائرة ملكاً للشركة.
الخطوة الأولى، بعد تخفيض عدد الموظفين، كانت البدء بعملية استئجار وشراء طائرات. وبالفعل استطاع الـ«chairman» خلال فترة قصيرة أن يحقّق أرباحاً لافتة، بينما كانت الشركة في الماضي تخسر، حتى وصلت الخسارة في إحدى السنوات الى حدود الـ100 مليون دولار سنوياً.
اليوم باتت الشركة تربح 100 مليون دولار سنوياً، وذلك بفضل رئيس مجلس الإدارة والسادة أعضاء المجلس طبعاً… وبفضل الطيارين المميّزين، وهذا حسب التقارير التي تصدر دورياً من المراكز المتخصّصة في سلامة الطيران وسلامة الركاب.
كما نستطيع أن نقول اليوم إنّ «الميدل إيست» انتقلت من حالة الخسارة الى حالة الربح.
ثالثاً: كانت الشركة قد استغنت عن أسطولها، وظلّت من دون أي طائرة، أما اليوم فإنها تملك حوالى 20 طائرة أو أكثر كلها جديدة، حيث يحرص الـ«chair man» أن يكون الأسطول في حالة تحديث دائمة.
يبقى أن نقول إنّ الحديث عن أنّ الدولة فاشلة في إدارة أي مؤسّسة، حديث سقط ولم يعد يقنع أحد، فـ«الميدل إيست» خير مثال، وهناك أيضاً مؤسّسة وطنية ثانية ناجحة سنتحدّث عنها في المستقبل القريب.
أهنّئ رئيس مجلس الإدارة وأعضاء المجلس، وأخص جميع العاملين في الشركة من الطيارين الى المساعدين الى المضيفات والمضيفين والمهندسين وجميع العمّال في كل مجالات العمل في الشركة.
أخيراً، لا بدّ من شكر الرئيس نبيه بري الذي لعب دوراً كبيراً في التعويض على الموظفين المصروفين.
كذلك نشكر وليد بك جنبلاط لأنه كان أوّل المضحّين قائلاً: إنّ مصلحة الشركة فوق كل المصالح… والشكر الكبير لحاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة على دعمه الدائم للشركة، ثم الوزير فايز رسامني. ولا شك أنّ التحسينات التي أُجريَت في المطار وعلى الطرق المحيطة به خلقت جوّاً جديداً مريحاً… ومن يعرف كيف كان المطار وكيف أصبح لا بدّ من أن يُصاب بمفاجأة سارّة ويدرك الفرق الشاسع بين الماضي والحاضر.
وفي كلمته بمناسبة مرور 80 عاماً على تأسيس شركة الـM.E.A، أشار الرئيس محمد الحوت الى المشاريع المقبلة المتمثلة بـ:
أولاً: إنشاء شركة بأسعار مخفّضة مع الاحتفاظ بالطيّارين أنفسهم، وإنشاء مركز الصيانة بالمهندسين أنفسهم.
ثانياً: ستكون الأسعار أرخص لتلبّي حاجة الذين يريدون السفر ولا يملكون ثمن تذاكر الأسعار.
ثالثاً: من المفيد أن نعلم أنّ شركة الـM.E.A الخاصة والتي أنشأها الرئيس محمد الحوت، والتي يديرها الاستاذ فؤاد فواز، هي مخصّصة للذين يريدون أن يستأجروا طائرة خاصة، وقد اشترت الـM.E.A طائرتين من أجل هذه الغاية.
رابعاً: بشّر الرئيس محمد الحوت بأنّ مطار القليعات سيفتنح قريباً.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.