مرحلة السلاح انتهت…
كتب عوني الكعكي:
الذين لا يزالون يراهنون على عودة السلاح… أظن انهم واهمون.. والأصح.. أن الزمن لا يعود الى الوراء.
لقد انتهى عهد السلاح… وأعني هنا سلاح المقاومة… لا أقول هذا الكلام كتحدٍّ للمقاومة، بل قولي نابع من حقيقة ما يجري على الساحة اللبنانية، وتحديداً في جنوب لبنان.
أولاً: بدءاً بالصواريخ التي كان القائد شهيد فلسطين السيّد حسن نصرالله يهدد بأنّ عنده 150 ألف صاروخ يستطيع بها تدمير إسرائيل… ولطالما هدّد بعبارته المشهورة: الى ما بعد حيفا… وللأسف تبيّـن أنّ هذه الصواريخ لم تستعمل ولا أدري.. لماذا؟
ثانياً: طالما نتحدّث عن الصواريخ، عندي سؤال للقيادة العسكرية الإيرانية: ماذا حققت من إرسال رشقات الـ300 صاروخ من إيران الى فلسطين مع الأخذ بالاعتبار «الفيلم المضحك» الذي بدأ مع رشقات الصواريخ، والسيناريو الذي أفاد بأنّ الصواريخ ستصل بعد 4 ساعات الى المنطقة المحدّدة.. والأهم أن هذه الصواريخ ستدمّر إسرائيل في الصباح الباكر ليتبيّـن أنّ هذه الصواريخ سقطت في النقب ولم تقتل ولو «قطة».
ثالثاً: أثبتت المعارك منذ أكتوبر 2023 أن الأسلحة التي في أيدي المقاومة الفلسطينية، أي في أيدي أبطال «طوفان الأقصى»، لا تمنع الطائرات الإسرائيلية من تدمير الحجر والبشر. بمعنى أدق أن كل أنواع الأسلحة مع المقاومة اللبنانية ومع أبطال «طوفان الأقصى» لا تستطيع أن تمنع الطائرات الإسرائيلية من تدمير كل شيء… وأكبر دليل على ذلك ما جرى من تدمير في غزة وفي جنوب لبنان وبقاعه وضاحيته.
باختصار، كل الاسلحة التي يملكها أبطال «طوفان الأقصى» وأبطال المقاومة اللبنانية أصبحت بدون أي قيمة عسكرية في حرب بين إسرائيل والعرب.
وطالما أننا لا نملك أي سلاح يمكن أن يمنع العربدة الجوية الإسرائيلية… فكيف لنا أن نحارب إسرائيل؟
رابعاً: منذ حوالى السنتين، أي منذ 7 أكتوبر عام 2023، وإسرائيل تقتل وتدمّر وتعذّب وتجوّع الآلاف من الأطفال والنساء والرجال.. والأهم أنه لم يعد يوجد مكان صالح للسكن ولو غرفة واحدة لمواطن يستطيع أن يحمي نفسه فيها والعالم يتفرّج.
خامساً: المصيبة نفسها التي يتعرّض لها الشعب الفلسطيني تعرّض لها الشعب اللبناني في التوقيت نفسه، هذا مع العلم أن إسرائيل حققت إنجازات عسكرية كبرى، نذكر منها اغتيال القائد شهيد فلسطين السيّد حسن نصرالله ومعه قادة الصف الأول في الحزب وابن خالته وخليفته السيّد هاشم صفي الدين.
كذلك عملية «البيجر» التي قتلت ودمّرت وأصابت 4000 مقاتل من خيرة أبطال المقاومة.
سادساً: اضطر «الحزب» أن يقبل قرار الاتفاق على وقف إطلاق النار بشروط إسرائيلية تعجيزية، مع العلم أن الحزب أضاع إحدى عشرة فرصة ذهبية تقضي بأن يتوقف الحزب عن إطلاق صواريخ على شمال فلسطين مقابل انسحاب إسرائيلي كامل من لبنان ومن 5 نقاط مختلف عليها، بالإضافة الى 23 نقطة أخرى كانت مدار خلاف بين إسرائيل ولبنان.
كذلك جاء في الطرح الإسرائيلي إعادة النظر بالاتفاق الذي جرى حول الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل.. كل هذا، رفضناه وخسرنا أكبر فرصة تاريخية، وكنا دخلنا التاريخ لو قبلنا بها… ولكان الحزب اليوم هو الحاكم الوحيد للدولة اللبنانية، لأنه حقّق التحرير الحقيقي.
أخيراً، لا بُدّ من التحدّث أيضاً عن السلاح الفلسطيني الذي ترغب الدولة اليوم بنزعه بعد سقوط «اتفاق القاهرة» رغبة في أن تعيد سيطرتها على كل السلاح في لبنان.
فبالنسبة للسلاح الفلسطيني هناك حالتان:
الحالة الأولى: السلاح الذي يخص منظمة التحرير والتنظيمات التابعة لها.
والحالة الثانية هي سلاح «حماس».
صفوة القول إنّ الدولة عازمة على سحب السلاح… بمعنى أن السلاح خارج الدولة لن يعود موجوداً.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.