مشاهد الدمار في خان يونس تدمي القلوب..

أحياء مُسحت بالكامل ورائحة الموت تفوح من تحت الركام

19

لم تختلف مشاهد الدمار التي خلفتها قوات جيش الاحتلال في مدينة خان يونس، بعد أربعة أشهر ونصف على شنها العملية العسكرية البرية، عن تلك التي تركتها خلفها في مناطق غزة والشمال، بل إن حجم الدمار زاد قليلا في بعض المناطق، التي تغيرت ملامحها بالكامل، بعد أن طحنتها آلة الحرب الإسرائيلية.

وفي هذه المدينة التي عانت ويلات أطول اجتياح بري متواصل شهدته مناطق القطاع منذ بدء الحرب، تغيرت الكثير من الملامح الأساسية للأحياء السكنية.

ففي بعض المناطق، مسحت قوات جيش الاحتلال جراء الغارات الجوية وعمليات النسف المتعمد والهدم باستخدام الجرافات الضخمة، عشرات المنازل المتجاورة، وسوتها جميعا بالأرض.

ومع بدء العودة التدريجية للسكان النازحين قسرا، لتفقد مناطق سكنهم وما تبقى من منازلهم، اتضح لهم جليا حجم الكارثة، بعد الغياب القسري الذي استمر لأربعة أشهر.

وكان جيش الاحتلال مع بداية العملية البرية، قد شرع تحت تهديد الأحزمة النارية والقصف المدفعي، بالطلب من السكان بالخروج من مناطق سكنهم، والتوجه غربا إلى منطقة “المواصي”، أو جنوبا إلى مدينة” رفح، ولاحقا وسع عملياته حتى وصلت إلى أطراف “المواصي” التي يقطنها كم كبير من النازحين، بعدما حاصر مشافي المدينة الواقعة غرب خان يونس، والمناطق المجاورة لها.

هذا ولم يجد الكثير من الأهالي أي شواهد تدل على منازلهم، سوى معرفتهم بالمكان الذي كانت قائمة عليه قبل الحرب. وفي مناطق تقع قي منطقة “المشروع” و”بطن السمين”، ومحيط مشفيي “الأمل” و”ناصر”، سويت الكثير من المنازل المجاورة بالأرض، وتشابك حطامها الذي غطى تلك المناطق، بشكل صعب على السكان معرفة مكان سكنهم.

وفي مناطق وسط المدينة، ترك جيش الاحتلال دمارا كبيرا هناك، طال مركز المدينة وبالأخص المنطقة التجارية، ما سيؤثر لاحقا على الحركة التجارية في هذه المدينة.

وأظهرت صور جوية حجم الدمار الكبير الذي خلفته قوات جيش الاحتلال بعد انسحابها، وهناك تقارير أولية تشير إلى أن حجم الدمار بلغ أكثر من 53% من المباني في هذه المدينة.

ولا يوجد في المدينة في هذا الوقت أي مقومات للحياة، خصوصا بعد خروج المشافي عن الخدمة، جراء الهجمات الإسرائيلية.

ولا يزال المواطنون وفرق الطوارئ والإنقاذ، يعملون على انتشال جثامين شهداء من تحت ركام المنازل، وبعضهم قضى وبقي تحت الركام منذ بداية الهجوم البري.

وقد أعلن جهاز الدفاع المدني، البدء بعملية انتشال جثث الشهداء بعد الانسحاب من المدينة، لافتا إلى أن أغلب الجثث التي جرى انتشالها كانت متحللة، نظرًا لطول مدة الاجتياح.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.