مصيبة سارة الزكريا وشركة إنتاجها
بقلم سليمان أصفهاني
بعد فترة من معرفتي بالفنانة اللبنانية سارة الزكريا ظهرت مصيبة في شركتها المنتجة GMH وبمسيرتها عموماً عنوانها الرئيسي التفوق وليس النجاح العادي، خاصة بعد أن خرجت النجمة الشابة من أشرس المعارك مع الحياة وسعت بكل قوتها لبلورة موهبتها التي سعى البعض لدفنها وإبعادها عن الضوء، لكن القدر قال كلمته وذهبت سارة في بدايتها الى أغنيات تلامس أحساسها وتتناغم مع حنجرتها، الا ان ثمة موضة جذبتها اليها حتى باتت ملكة تتربع على عرشها وتتمثل بالغناء الشعبي الذي رفعت زكريا اسهمه رغم كل المطبات التي رميت في طريقها وأصبح حضورها استثنائياً في جميع الحفلات والمهرجانات داخل لبنان وخارجه، حتى أن اسمها لم يعد تقليدياً، بل تحول الى معادلة يصعب تجاوزها بسهولة . كثيرة هي الحروب من حول سارة وشركة إنتاجها، حتى أن بعض الألسن لا تتوقف عن رمي سمومها هنا وهناك بغية التشويش على رحلة انطلقت ولن تتوقف وفي مضمونها موهبة ورؤية وعزيمة وإرادة وحب للناس وحتى مغامرة لا تخشى الاشواك مهما بلغت حدتها، أما الزكريا من طفولتها حتى النضوج بقيت على عفويتها وطيبتها فكرهت النفاق والمجاملات العابرة، وتحدثت بلغة احساسها كما حالها مع الغناء، لقناعتها أن الشفافية هوية خاصة يحب أن تمر من خلالها الى الحياة دون أن تضمر في ذاتها الاحقاد والخبث بعكس من يحاربها ويفشل في حربه مع كل صعود لها على خشبة المسرح.
سارة بعيداً عن الغناء الشعبي، لها عشقها الخاص مع الفن الرومنسي الجميل الذي يستهويها وفي حال قدمته تترك بصمتها الخاصة داخل عالمه الخاص، لذا موهبتها ليست عالقة في مكان محدد الاطراف، بل فيها نكهة واضحة من الشمولية والقدرة على الاداء المتقن لاصعب الاغنيات التي تنقلها الى كوكب يلامس قلبها، أما مواكبتها لروح العصر لا تلغي كيانها وصوتها ومشاعرها والارشيف الذي تميل اليه ضمنياً. مصيبة سارة وشركة GMH هي النجاح والتقدم وسط دوامة فنية لا يفوز فيها الا الموهوب وصاحب الارادة الصلبة، خاصة في لبنان حيث الصعوبات تبدو أكثر من الهواء في عالم الحفلات والاغنيات والمهرجانات، لذا تبدو المهمة صعبة للحفاظ على الوجود وليس تحقيق الذات، لان تحصين التفوق أصعب بكثير من تحقيقه أمام موجات بالفن الجميل مثل حرب العصابات . سارة الزكريا الطيبة المحبة جمعتني بها لقاءات قليلة لكنها في كل مرة تسبقني بمودتها كما هو حال شركة GMH السباقة في تنظيم أهم الحفلات والمهرجانات في لبنان والخارج، والاهم في هذه الصلة عدم وجود أقنعة أو مصالح عابرة .
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.