منذ عام 2010 وإسرائيل تستعد لضرب المفاعل النووي الإيراني!! [الحلقة الأولى]
كتب عوني الكعكي:
نبدأ اليوم بنشر هذا الموضوع لكننا لا نتبنّاه.. ولكن رغبة منا في إطلاع القرّاء على معلومات خطيرة يجب أن يطلعوا عليها.
على كل حال، نحن لا ننشر هذه المعلومات من أجل الدعاية للعدو الإسرائيلي، لكن واجبنا أن نطلع القرّاء على معلومات مهمّة وخطيرة غيّرت مجرى التاريخ ومجرى المنطقة بأسرها.
واللافت أن هذه المعلومات عن المفاعل النووي الإيراني موجودة عند العدو الإسرائيلي منذ عام 2010، ولم تقم دولة العدو بأي خطوة للتخلص من هذا المفاعل إلاّ في العام 2025. لكن اللافت أيضاً أن عمليات التجسّس استمرت للحصول على معلومات أكثر دقة منذ العام 2024، وحين اكتملت هذه المعلومات حصلت الضربة.
فهل فعلاً كانت هناك عمليات تجسّس؟ نترك للقراء الكرام الحكم عليها من خلال هذه المعلومات.
نبدأ أولاً بتقرير «التايمز»:
فقد ذكرت صحيفة «التايمز» البريطانية في تقرير لها، أنّ أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية تمكنت من التسلّل الى عمق البرنامجين النووي والصاروخي في إيران، ضمن عملية استمرت لسنوات، كشفت خلالها حجم البنية التحتية الإيرانية الواسعة لبناء أسلحة متطورة، وهي أكبر بكثير مما كان يعتقد سابقاً.
وبحسب وثائق استخباراتية مسرّبة، اطلعت عليها الصحيفة وجرى تبادلها مع حلفاء غربيين من بينهم الولايات المتحدة وبريطانيا، توصلت إسرائيل الى ان شبكة التطوير النووي في إيران تشمل مواقع غير معروفة سابقاً، الى جانب فوردو ونطنز وأصفهان، وأنّ قدرات إيران التقنية والعلمية تتقدّم بوتيرة متسارعة.
وأكد مصدر استخباراتي للصحيفة أن لدى إسرائيل وجوداً ميدانياً على الأرض في عدة مواقع منذ سنوات، ما مكّنها من جمع معلومات دقيقة، مشيراً الى أن الاستعدادات الإسرائيلية لشن هجمات ضد البنية التحتية الإيرانية تعود الى عام 2010.
وجاء تسريب هذه الوثائق في ظلّ تضارب الروايات حول حجم الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية الإيرانية بعد الحرب التي استمرت 12 يوماً.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد صرّح بأنّ موقع فوردو دُمّر بالكامل، بواسطة قنابل خارقة للتحصينات، في حين رجّح خبراء أن بعض منشآت تخصيب اليورانيوم وأجهزة الطرد المركزي ما زالت قادرة على إنتاج أسلحة في المستقبل.
واستندت الضربات الإسرائيلية الى معلومات استخباراتية دقيقة، ركّزت على منشآت لإنتاج أجهزة الطرد المركزي في طهران وأصفهان، وجميعها تعرضت للتدمير.
كما استهدفت 7 مكوّنات رئيسية داخل منشأة نطنز شملت الى السطحية وتحت الأرض أنظمة الكهرباء وقنوات التهوية والتبريد ومحطة المحوّلات ومباني البحث والتطوير.
وامتد التسلّل الاستخباراتي الى مواقع أخرى منها: «نور» و «مقدة» و «شريعتي» و «شهيد ميسمي»، حيث يُعتقد أن الأخيرة كانت تنتج متفجرات بلاستيكية تُستخدم في تجارب الأسلحة النووية.
وذكرت الوثائق أن العديد من هذه المواقع أُنشئت تحت إشراف منظمة «سبند» التي كان يديرها العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده الذي اغتيل عام 2020 بواسطة رشاش ذكي يُتحكّم به عن بُعد في عملية نُسبت لـ «الموساد».
كما شملت العمليات الاستخباراتية الإسرائيلية اختراق مقرّات الحرس الثوري الإيراني إضافة الى موقع «سنجريان» لتطوير مكوّنات نووية.
وأشار التقرير الى أن هذا التقييم الاستخباراتي هو نتيجة سنوات طويلة من العمل السرّي والتسلّل المعقّد.
كما سلّط التقرير الضوء على سلسلة اغتيالات لعلماء إيرانيين بدأت عام 2010 وتكررت لاحقاً، آخرها اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في تموز الماضي.
كما كشفت الوثائق أنّ إيران كانت تطمح لإنتاج ما يصل الى ألف صاروخ باليستي سنوياً بهدف تكوين مخزون استراتيجي يصل الى ثمانية آلاف صاروخ.
وقام عملاء إسرائيليون بزيارة الورش والمصانع المعنية مما ساعد في استهداف كامل البنية الصناعية ومن بينها منشأة «معاد تركيبي نوياد» شمال إيران.
وأخيراً، فإنّ هذا التقرير يُظهر عمق الاختراق الإسرائيلي لبرنامج إيران التسلحي، ويعكس صراعاً خفيّاً طويل الأمد تجاوز ساحات الحرب التقليدية الى دهاليز الاستخبارات المتطوّرة.
[غداً الحلقة الثانية]
aounikaaki@elshark.com
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.