من المسؤول عن استباحة إسرائيل للأراضي اللبنانية؟؟؟

5

كتب عوني الكعكي:

لا أريد أن أناقش ما جاء في خطاب الشيخ نعيم قاسم، لأنّ كل كلامه موجّه فقط الى فئة معيّنة أصبحت أقلية، وهو بحاجة أن يرفع معنوياتهم.

ولكن ما لفتني في كلمته فقط موضوع تحميل الحكومة ورئيسها بالذات مسؤولية السماح لإسرائيل باستباحة الأراضي اللبنانية.

هذا الكلام خطير… ولكن لا علاقة له بأي مستند قانوني أو أي منطق. المصيبة أنه يطلب من الحكومة أن تحارب إسرائيل.

نسأل الشيخ نعيم قاسم:

أولاً: أعلن شهيد فلسطين القائد السيّد حسن نصرالله دخوله الحرب لمساندة أهل غزة، وهذا الموقف ضد إسرائيل وطني بامتياز لا يمكن إلاّ أن نحترمه ونقدّره.

وهذا القرار جعل لبنان في مواجهة عسكرية مع إسرائيل… وهنا نسأل: هل الشهيد السيّد حسن استشار أو تناقش مع رئيس الجمهورية أو رئيس الحكومة أو رئيس المجلس بهذه المشاركة؟ الجواب معروف..

كذلك نسأل: ألم يسبب القرار بتحقيق إنجاز هو أنه هجّر 80 ألف مستوطن إسرائيلي من شمال فلسطين، لكنه للأسف تسبّب بدفع ثمن غالٍ، إذ قامت إسرائيل بأكبر عملية عسكرية ضد المقاومة، باستعمال جميع أنواع الأسلحة من طائرات F-15 وF-16، والمسيّرات التي لم تُبْق ولم تذر قرية إلاّ ودمّرتها وفتكت بالحجر والبشر.

وإن نسيَ الشيخ نعيم، فلا بدّ أن نذكّره كيف قامت إسرائيل بعملية «البيجر» وأعدمت 6000 من خيرة شبان فرقة «الرضوان»… وإن نسيَ أيضاً، نذكّره كيف اغتالت شهيد فلسطين القائد السيّد حسن نصرالله.. وهنا نسأل الشيخ نعيم: لماذا لم يرد على عمليتي «البيجر» واغتيال السيّد حسن نصرالله ومعه كامل قيادة الحزب؟

والأهم: إن اتفاق وقف النار الذي وقعه لبنان وبموافقة ومباركة الحزب، أعطى تفويضاً لا بل توسلاً، كي توقف إسرائيل أعمالها العسكرية. ومن منا لا يتذكر كيف كان اليهودي القذر أفيخاي أدرعي يهدد الضاحية وينذر أهلها بترك منازلهم… فلماذا لم يتصدّى له الشيخ نعيم قاسم؟

بقيت الضاحية تتعرّض لعملية تهديم لمبانيها بحجة وجود مخازن أسلحة حيث قامت إسرائيل بتدمير حوالى 50 مبنى بشكل كامل، إضافة الى تصدّع عدد كبير جداً من المنازل.

ذكّرني تهديد الشيخ نعيم وطلبه من الحكومة أن تتصدّى للعدو الإسرائيلي، بكلام مضحك.. إذ إن الشيخ نعيم يقول لإسرائيل «قوموا لفرجيكم» فماذا يريد أن يفعل الشيخ نعيم، وماذا يعني بهذا القول؟

اليوم فرصة تاريخية للبنان ليعود الى جذوره… الى دولة حضارية تتميّز بجامعاتها ومدارسها ومستشفياتها، وبأنها من أجمل بلدان العالم. لبنان الحضارة، لبنان الجمال الطبيعي، وكي يعود لبنان كما كان: سويسرا الشرق، ومستشفى العرب، بفنادقه الجميلة المميزة ومناخه المعتدل.

لبنان لم يخلق كي يكون بلداً للحرب، خصوصاً أنه لا يملك المال لشراء السلاح، ولا يملك الموقع ليحصل على طائرات عسكرية يمكن أن يحارب بها إسرائيل.

كفى يا شيخ نعيم «بهوراتى.. وكفى تهديدات.. أصلاً الجميع يعرف أنك تتوارى عن الأنظار وخائف من إسرائيل.. ولكن أقول لك: إنهم بحاجة لك الآن وعندما يحين الوقت سوف يقومون بما تمليه عليهم مصلحتهم.

أخيراً، يا شيخ نعيم… نعمة من ربّ العالمين وجود رئيس جمهورية جاء من مدرسة الشهامة والتضحية والوفاء، ورئيس حكومة يكفيه أن أصدر مذكرة توقيف وإدانة لنتنياهو وإسرائيل وبقرار من محكمة العدل الدولية.

كذلك يوجد شريك معهم هو دولة الرئيس نبيه بري الذي يفكر بعقله لا بعاطفته أمام الآلة الإسرائيلية المدمرة.

نصيحة أن تعود الى صوابك.. لأنّ كلامك ليس لمصلحة الشعب اللبناني، ولا لمصلحة الطائفة الشيعية الكريمة.. ويكفيها ما حلّ بها من تدمير.. وأتساءل: هل تعلم عن حالة الجنوب والنبطية وصور وصيدا وبيروت والضاحية وبعلبك والهرمل؟

عليك أن تفكر قبل إلقاء خطابات رنانة لا تفيد أحداً ولا «تشيل الزير من البير».

aounikaaki@elshark.com

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.