من يمنع حزب الله من تسليم سلاحه؟!!

10

كتب عوني الكعكي:

هذا السؤال مطروح بقوة عند جميع القوى السياسية، خصوصاً أنه لو افترضنا أن هذا السلاح يحتاجه الحزب للدفاع عن لبنان لكان الأمر مختلفاً.

ولكن بعد حرب «مساندة غزة» التي بدأت في 8 أكتوبر 2023 تبيّـن أن الحزب عاجز عن الدفاع عن اللبنانيين.. والعكس صحيح حيث أن السلاح لم يمنع إسرائيل من اغتيال قائد المقاومة وشهيد فلسطين السيّد حسن نصرالله، ومعه كامل الصف الأول من القيادة وابن خالته السيّد هاشم صفي الدين الذي عُيّـن أميناً عاماً بعد اغتيال القائد شهيد فلسطين السيد حسن.

في الحقيقة، لا بدّ من العودة الى يوم أعلنت إسرائيل انسحابها من لبنان عام 2000.. في ذلك الوقت كان على المقاومة أن تعلن أنها حققت أكبر إنجاز في تاريخ لبنان، إذ أجبرت إسرائيل أن تنسحب دون أي شرط، ولأوّل مرّة في تاريخ إسرائيل تنسحب بهذا الشكل المزري من أية بقعة احتلتها.

طبعاً إيران وسوريا منعتا الحزب من تسليم سلاحه في ذلك الوقت، وأن يتسلم الجيش اللبناني جنوب لبنان..

لو أردنا أن نحاسب حزب الله وأن نسأله: أي معركة ضد إسرائيل استطاع أن يربحها منذ عام 2000؟ سيجيب بالتأكيد: كلها خسائر.. وذلك لسبب بسيط أن المقاومة شيء، والجيش شيء آخر.

لذلك فشلت المقاومة حين أرادت أن تتصرّف كجيش.

وبالعودة الى تصريح رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد الذي يقول فيه: «لن نسلّم سلاحنا ولو متنا جميعاً»، و «ليبلطو البحر». لاكتشفنا أنه مدعوم. فالتصريحات الحقيقية التي تمنع الحزب من اتخاذ قرار تسليم السلاح لا بدّ أنها رغبات وأوامر إيرانية.

نبدأ بوزير خارجية إيران عباس عراقجي.

قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إنّ إيران تدعم حليفها حزب الله في قراراته، بعد أن رفض الحزب خطة الحكومة اللبنانية لتجريده من سلاحه.

وقال عراقجي في مقابلة متلفزة يوم الأربعاء الماضي: «إنّ أي قرار في هذا الشأن سيعود في نهاية المطاف الى حزب الله».

وتابع: «نحن ندعمه بقوة، لكننا لا نتدخل في قراراته».

أضاف: «إن الحزب أعاد بناء قدراته بعد النكسات التي تعرّض لها في الحرب مع إسرائيل العام الماضي. إنّ هذه ليست المرّة الأولى التي يتم فيها السعي الى نزع سلاح حزب الله». معتبراً أنّ سبب السعي لنزع سلاح الحزب واضح وهو قوّة سلاح المقاومة.

وأكد عراقجي أن موقف الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم كان حازماً، مشيراً الى أن حركة «أمل» ونبيه بري دعما موقف الحزب الذي يظهر أنه سيصمد في وجه خطة نزع سلاحه.

أما قمة الوقاحة فجاءت على لسان علي أكبر ولايتي أحد أبرز مستشاري خامنئي.

قال ولايتي: «إنّ إيران تعارض قرار الحكومة اللبنانية نزع سلاح حزب الله، معتبراً أن مصير قرار الحكومة اللبنانية سيكون الفشل».

وقال علي أكبر ولايتي في كلام نشرته وكالة «تسنيم» للأنباء: «إنّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعارض بالتأكيد نزع سلاح حزب الله، لأنها دعمت على الدوام الشعب اللبناني والمقاومة. وما زالت تفعل ذلك». ورأى ولايتي: «حين كانت المقاومة تملك إمكانيات وقرارات أقل أفشلت مثل هذه المخططات. واليوم مع ما تتمتع به من دعم شعبي أكبر وإمكانات أوفر، فإنها لن تسمح لهذه المخططات أن تمرّ».

إلى ذلك، أكد نائب منسّق «فيلق القدس» في الحرس الثوري العميد إيرج مسجدي، أن نزع سلاح المقاومة في لبنان هو حلم سيُدفن مع المخططين له.

وأكد مسجدي أن سلاح المقاومة في لبنان، هو سلاح الشعب اللبناني للدفاع عن أرضه، معتبراً أن نزعه هو حلم مستحيل التحقق. كما رأى أن مشروع نزع سلاح حزب الله في لبنان هو مخطط فاشل من قِبل أميركا والنظام الصهيوني. مشيراً الى أنهم سيحملون حُلم نزعه معهم الى القبر.

وأكد مسجدي أن هذا المخطط لن يثمر لا في مجلس الدفاع اللبناني ولا في أي ساحة أخرى. مؤكداً أن قوى المقاومة دائماً مستعدّة ومجهّزة، والجمهورية الإسلامية الإيرانية كذلك جاهزة تماماً لأي سيناريو محتمل.

إلى ذلك، أكد عضو المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية في إيران علي باقري كني.. أن محاولة نزع سلاح حزب الله لن تنجح، مؤكداً أن الحزب هو تيار نابع من داخل الشعب اللبناني.

وشدّد باقري كني، خلال حديث تلفزيوني على أن بلاده لن تتهاون في هذا الأمر، موضحاً أن تعيين علي لاريجاني أميناً عاماً للمجلس الأعلى للأمن القومي، يشكل دعماً مهماً لهذا المجلس بالنظر الى خبرته في السياسة الخارجية.

أخيراً، لا بدّ أن ننظر الى الموضوع من زاوية أن الحزب لو أراد أن يسلم سلاحه، فهو بحاجة الى أوامر إيرانية لسبب بسيط هو أن تمويل الحزب على صعيد السلاح والرواتب والأكل والشرب كله يأتي من الجمهورية الإسلامية في إيران، والذي يدفع هو الذي يأمر Celui qui Paie commande.

أما اللافت فهو الحملة الإعلامية التي يقوم بها الإعلام التابع لإيران، إذ نراه يومياً يحمّل مسؤولية ما يجري بأنه مؤامرة من أميركا والسعودية. طبعاً هذا كلام سخيف لا يرد عليه، ولا نرد عليه.

aounikaaki@elshark.com

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.