مواقف المملكة العربية السعودية عروبية وطنية وثابتة…

7

كتب عوني الكعكي:

من أيام مؤسّس المملكة العربية السعودية في 23 أيلول (سبتمبر) عام 1932 الموافق في السابع عشر من شهر جمادى الأول عام 1351هـ. على يد المرحوم الملك عبدالعزيز آل سعود، وسياسة المملكة ثابتة.

أولاً: سياستها عروبية… إذ تجدها عند أي أزمة في الصف الأول في الوقوف الى جانب إخوتها العرب.. وبالأخص القضية الفلسطينية التي تعتبرها قضيتها الأولى.

ثانياً: أيام المرحوم الملك فيصل بن عبدالعزيز كانت تصريحاته ومواقفه في المنابر العالمية ثابتة، صادقة غير قابلة للمساومة. فخلال حرب 1973 اتخذ قراراً بقطع النفط عن الغرب، بسبب مواقف دوله المؤيّدة للإسرائيليين.. وجاءه هنري كيسنجر محاولاً أن يغيّر رأيه، لكنه أبى.

وهناك قصة طريفة حصلت، هي أنّ كيسنجر أخبر الملك فيصل أنّ طائرته بحاجة الى «فيول» فأمر الملك بإعطائه الوقود اللازم.

ومواقف الملك فيصل كلفته حياته.. وهذا معروف للجميع ممن يتابعون القضايا السياسية.

أما الملك فهد، فيكفيه أنه حرّر الكويت من طغيان الرئيس العراقي صدّام حسين… الذي احتل الكويت ورفض جميع الوساطات، مما اضطر الملك فهد أن يطلب من الرئيس الأميركي المساعدة على تحرير الكويت، وقال له، إنّه مستعد أن يدفع جميع التكاليف… وللمناسبة فإنّ المملكة في ذلك الوقت اضطرت أن تستدين من البنوك لأنّ كلفة الحرب فاقت الـ1000 مليار دولار. وكانت المرّة الأولى التي تلجأ فيها المملكة للإستدانة، خصوصاً أنّ الملك فهد قال للرئيس الأميركي جورج بوش الاب إنّه مستعد أن يدفع جميع تكاليف الحرب مهما كلّفت…

ومَن ينسى فضل الملك فهد على إبرام «اتفاق الطائف» الذي وضع حداً للحرب الأهلية اللبنانية، ومساهمته في عملية استقرار لبنان وتوحيد شعبه.

أما المرحوم الملك عبدالله، فقد اتخذ موقفاً تاريخياً في «قمة بيروت».. يوم قال: «السلام مقابل إقامة دولة فلسطينية». ولا نزال حتى اليوم نطالب بتحقيق ما اتخذه الملك عبدالله من شعار.

ومن الطبيعي أن يكون الملك سلمان مثل إخوته، خصوصاً أنّه كان أيام خالد وفهد وعبدالله الداعم الأوّل لمن كان ملكاً، وعندما وصل الأمر إليه سار على خطى أشقائه.

وها هو اليوم ولي عهده الأمير محمد بن سلمان يقول لإسرائيل: «تريدون السلام فنحن موافقون، ولكن مقابل دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشريف».

نحن نصرّ على قيام دولة فلسطينية. أما بالنسبة لغزة، فإنّ سموّه قال أمس لإسرائيل: «إنّ غزة أرض فلسطينية ولن نقبل غير ذلك».

خلاصة القول… إنّ مواقف المملكة مشرّفة وثابتة ووطنية وعروبية بامتياز. كما لا ننسى موقف سمو الأمير محمد من سوريا، إذ انتزع من الرئيس دونالد ترامب قراراً برفع العقوبات عن سوريا، كما قدّم 16 مليار دولار للاستثمار هناك في حقول: الكهرباء والسوق الحرّة وقطاع الفنادق.

كذلك موقف سمو ولي العهد من العدوان الإسرائيلي على قطر، ووضع إمكانات المملكة بتصرّف أمير قطر.. كذلك موقفه من لبنان الذي كلّف مبعوثه الأمير يزيد بن فرحان بالتنسيق بين لبنان وسوريا وإزالة كل عائق يمنع التقارب، ووعده بأن يساهم في إعمار لبنان بعد انسحاب إسرائيل وانتهاء الحرب.

حقاً إنها مواقف الإباء والعزّة والأخوّة الصادقة.

aounikaaki@elshark.com

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.