نهر السند يقود إلى حرب عالمية بين الهند وباكستان

5

كتب عوني الكعكي:

لطالما كانت كشمير المقسّمة بين الهند 55% وباكستان 30% والصين 15% عبر أكساي تشين ووادي شكسفام نقطة اشتعال تاريخية. وازداد الوضع تعقيداً بعد أن ألغت الهند الحكم الذاتي للإقليم عام 2019.

واشتد التوتر بشكل كبير، عقب الهجوم المسلح الذي وقع في كشمير الخاضعة للسيطرة الهندية في 22 نيسان (إبريل) 2025 والذي أسفر عن مقتل 26 شخصاً مما أدى الى إجراءات تصعيدية بين البلدين.

الهجوم الذي استهدف 26 شخصاً من السياح الهنود في الشطر الهندي، كان نقطة «الاشتعال» بين الجانبين، مما يهدد بتفاقم الوضع بين البلدين، وربما يؤدي الى حرب عالمية لا يستطيع أحد تصوّر أضرارها ومخاطرها.

معاهدة مياه نهر السند اتفاقية ابرمت عام 1960 بين الهند وباكستان بوساطة من البنك الدولي، تهدف الى تنظيم توزيع مياه حوض السند بعد نزاعات أعقبت تقسيم شبه القارة الهندية.

نصّت المعاهدة على تقاسم مياه الانهار الستة (روافد نهر السند) وإنشاء لجنة دائمة وآليات لتسوية الخلافات التي حدثت عقوداً طويلة.

لكن الاتفاقية شهدت انتكاسة كبيرة هذا العام 2025، حين علّقت الهند العمل بها عقب تصاعد التوترات السياسية والأمنية مع باكستان.

ويعود الخلاف بشأن مياه نهر السند التي تستخدم في ري المزروعات، الى فترة حكم بريطانيا شبه القارة الهندية. إذ أنشأت قنوات مائية واسعة وأعيد إحياء وتنظيم القنوات القديمة.

وبعد الانسحاب البريطاني من شبه القارة عام 1947، ونشوء دولتي الهند وباكستان، حدث انقسام بشأن نظام المياه. إذ كانت منشآت التحكم الرئيسية تقع في نيودلهي، بينما كانت القنوات المائية تمر عبر باكستان.

وقد بدأت الهند مطلع نيسان 1948 بمنع المياه عن القنوات في باكستان، حتى وُقعت اتفاقية مشتركة في أيار (مايو) من العام ذاته، نصّت على تزويد الهند الأجزاء الباكستانية من الحوض بالمياه مقابل دفعات سنوية.

ومنحت الاتفاقية باكستان حق استخدام مياه الأنهار القريبة (السند وتشيناب وجيلوم) في حين أعطت حق استخدام مياه الأنهر الشرقية (رافي وبياس وسوتليج).

القضية بدأت عندما أعلنت نيودلهي تعليق العمل بالاتفاقية في أعقاب هجوم شنه مسلحون في الشطر الهندي من كشمير المتنازع عليها وأودى بحياة 26 شخصاً.

وكانت الهند قد اتهمت على الفور باكستان بالوقوف وراء الهجوم الذي استهدف سياحاً هنوداً في اثناء زيارتهم احد المعالم الطبيعية في بلدة بهلفام السياحية الواقعة في جبال الهيمالايا، وهو اتهام نفته باكستان.

والسؤال المطروح: هل تتحوّل أزمة المياه الى حرب شاملة بين الهند وباكستان… وهل تتحوّل الى حرب عالمية؟

الأنظار كلها شاخصة، تراقب الوضع المتوتر بين البلدين. في الوقت الذي تتخذ فيه الصين -حالياً- موقفاً محايداً.

ولكن هل يعلم أحد ماذا يستجد؟..

الأيام المقبلة قد تكون حافلة بأخطار قد يدفع ثمنها الكثيرون.

aounikaaki@elshark.com

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.