والدة جورج الراسي وغصة اللقاء

10

سليمان أصفهاني

هي غصة من القلب شعرت بها خلال لقائي بالسيدة إلهام والدة الفنان الراحل جورج الراسي في عزاء والدة أخوتي ال أفرام وتحديداً بطرس وإيزاك، حيث كان الحزن العميق عنوان المناسبة بعد رحيل السيدة تريز التي أمضينا في منزلها بقرية يانوح أيام بطعم الاخوة والصداقة والخبز والملح .

رغم الحزن كانت الغصة أكبر مع لقاء السيدة الهام والسيد خليل الراسي وكأن جورج رفيق الدرب الطويل حضر أمامي بكل عفويته وطيبته وشفافيته، وأدركت أن الوقت لا يمحي اي ذكرى ثابتة في البال، ربما للمرة الاولى أتحدث بشكل مطول مع أم جورج صاحبة القلب الابيض والدموع الصادقة والنقية، التي لا تستخدم مقدمات للتعبير عن محبتها للاخرين، كما هو حال ساندرين ونادين الراسي وهما نسخة عن جورج بالتلقائية والعاطفة النابعة من القلب، للوهلة الاولى يحتار المرء أمام إلهام الصابرة المؤمنة التي تحتفظ بحزنها لكنه رغم ذلك يتسلل منها الى الذين من حولها، فالشعور ليس عطفاً بل حزناً مشتركاً على خسارة بحجم جورج الراسي الانسان قبل أن يكون الفنان .

وعدتني أم جورج أن تصلي لي دائماً، حتى عناقها قبل أن تعود الى المنزل كان يوحي بالدفء وإبتسامتها بالطمأنينة، بالفعل الام نعمة تفوق كل أمنية أو تصور، لكن مع إلهام الراسي كان للتحية شعور خاص سيرافقني دائماً.

العمر المديد لاسرة جورج الراسي الصديق والاخ الغائب الحاضر، والرحمة للسيدة تريز أفرام التي كانت تشع طيبة والصبر لاسرتها الكريمة الذين هم جزء مني منذ سنوات طويلة .

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.