وفود خرجت احتجاجاً على كلمة نتنياهو وترحيب بكلمة رئيس جمهورية لبنان
كتب عوني الكعكي:
لأوّل مرّة في تاريخ الأمم المتحدة يتم الاعتراض على حضور رئيس وزراء دولة، عندما بدأ بإلقاء كلمته.
أعداد الوفود التي خرجت عندما دخل بنيامين نتنياهو لم تكن عادية، والغريب أن الوفود التي خرجت من القاعة كانت تردّد بأعلى الأصوات: «فلسطين حرّة، نتنياهو مجرم، فلسطين للفلسطينيين، لا لقتل وتجويع الأبرياء والنصرة لعزّة».
بالفعل هذا المنظر يؤكد التغيّر الكبير الذي أحدثته عملية 7 اكتوبر، والتي غيرت بالفعل نظرة العالم الى العدو وأعادت إليه وجهه الحقيقي، خصوصاً بالنسبة للجرائم التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، ولا بد هنا أن نقول إن شاشات التلفزة التي تنقل كل ثانية من الأحداث وكيف يمارس الجيش الإسرائيلي جرائمه خصوصاً بعد قتل 65 ألف طفل وامرأة، عبرت عن صور صادقة، وتهجير أكثر من ثلثي الشعب الفلسطيني الأعزل، ولا تنسوا الصحافيين خصوصاً شهداء الصحافة المرئية التي تنقل الصور الحية لكل ما يفعله الجيش الإسرائيلي.
هذا المشهد في الأمم المتحدة يحصل بهذه الكثافة لأوّل مرّة في تاريخ تأسيس هذه الهيئة. ولم يكن الانسحاب مفاجئاً… بل كان أمراً متوقعاً قبل أن تنسحب وفود عدّة من قاعة اجتماع الهيئة العامة للأمم المتحدة عند بدء نتنياهو إلقاء كلمته، ذلك بعد التظاهرات التي عمّت الشوارع المحيطة بمبنى الهيئة العامة.
وقيل إن هناك تصفيقاً من قِبَل مجموعة ظلّت في القاعة بعد انسحاب الوفود، وقد تبيّـن أنّ التصفيق جاء من قِبَل مجموعات أحضرهم نتنياهو معه كمرافقين.
أما كلمة نتنياهو فتضمنت وعداً من نتنياهو بانتصار إسرائيل وتحرير الرهائن ودحر الإرهاب.
كما ردّ نتنياهو على منتقديه ممّن يزعمون أنه يحاصر غزة ويمنع الطعام عن أهلها، واصفاً ذلك بالكذب.
وهاجم إيران واتهمها بتأييد الإرهاب ومحاولة إزالة إسرائيل. وأنهى خطابه بالتحدّث الى شعبه باللغة العبرية علّه يسكت الاحتجاجات ومعارضي الرجل.
أما بالنسبة لكلمة الرئيس اللبناني جوزاف عون والتي لاقت ترحيباً مميّزاً لما حملته من مواقف صريحة وواضحة.. خصوصاً عندما ذكر شارل مالك الذي رأس الجمعية بين عامي 1958 و1959 لمدة سنة، علماً أن لبنان عضو مؤسّس في تاريخ الجمعية العمومية للأمم المتحدة وعصبة الأمم.
الرئيس عون كان واضحاً بقوله إننا طلاب سلام، ولسنا طلاب حروب.. نريد أن نعيش بسلام مع كل جيراننا باحترام، ولا نريد حروباً بعد الآن… لبنان نموذج فريد لا مثيل له ولا بديل عنه، وهناك واجب إنساني في الحفاظ عليه، لأنه لو سقط هذا النموذج فما من مكان آخر على الأرض يصلح لتكرار تلك التجربة.
أضاف: «نطلب وقف الاعتداءات الإسرائيلية فوراً وانسحاب الاحتلال من كامل أرضنا، وإطلاق أسرانا وتطبيق القرار 1701 كاملاً، ولبنان لا يطلب امتيازاً بل مسؤولية دولية عادلة منصفة تعزز دوره ورسالته ليظل ساحة للحرية والتعددية معاً». وتابع: «قرّرنا إعادة إحياء أكاديمية الإنسان للتلاقي والحوار للتأكيد أنّ لبنان عاد الى مكانه تحت شمس الأمم».
وختم: «حسمنا قرارنا بأن يكون لبنان أرض تسامح ومحبة وفرح لكل سكان المنطقة والعالم…».
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.