“يديعوت أحرونوت” : إسرائيل كسبت المعركة لكنها خسرت الحرب
قال الصحفي الإسرائيلي بن درور يميني إن بلاده وجدت نفسها خلال الأسابيع الأخيرة على حافة الفشل السياسي والإستراتيجي، رغم تفوقها العسكري، إذ تمكنت حركة حماس من جرّها نحو الانهيار الاقتصادي والديبلوماسي.
وأضاف أن سياسة الضغط العسكري التي مارستها إسرائيل لم تحقق أي تنازلات، بل على العكس أدت إلى تصاعد الضغوط الدولية التي كادت تدفع إسرائيل نحو الانهيار الكامل، قبل أن يأتي الاتفاق الأخير في وقت عصيب.
وكتب يميني في مقالة نشرتها صحيفة يديعوت أحرونوت، أن مجرد إعلان إسرائيل وقف القتال، حتى لو لأغراض دفاعية فقط، يعد في حد ذاته إنقاذا لها من الانهيار.
وفي معرض تناوله لخطة السلام التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب مؤخرا، يرى الكاتب أنها ستحقق لإسرائيل جميع أهدافها من الحرب.
ومع ذلك، يستدرك أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية– لم يوقع على الاتفاق “بإرادته الحرة لأنه يتضمن “حق تقرير المصير” للفلسطينيين -أي إقامة دولة- بل وقّع مكرها لا طائعا.
وفي تقدير الكاتب أن إسرائيل “ربحت المعركة لكنها خسرت الحرب”، إذ بدأت إنجازاتها الإستراتيجية ضد إيران وحزب الله تتلاشى بسبب الضرر العميق الذي أصاب صورتها الدولية، على حد تعبيره.
ويفيد الكاتب بأن المعدات العسكرية الحيوية لم تعد تصل إلى إسرائيل كما في البداية، وبدأت بوادر أزمة اقتصادية في الظهور مع رفض عمال الموانئ في العالم تحميل البضائع والشحنات المتجهة إليها وتعطّل وصول معدات عسكرية حيوية.
ويؤكد يميني في مقاله أن غزة انتصرت على الساحة العالمية عبر الجامعات ووسائل الإعلام ومنصات التواصل والنقابات، مما أدى إلى تحول الرأي العام الأميركي لصالح الفلسطينيين ودفع الرئيس ترامب للضغط على إسرائيل.ويرى الكاتب أن تل أبيب أخطأت بعدم المبادرة إلى إعلان وقف إطلاق النار مرارا لتظهر حماس كطرف يسعى للحرب، وهو ما جعلها تخسر -في تقديره- نقاطا سياسية وإعلامية متتالية.
وخلص يميني إلى أن المهمة المقبلة الأصعب هي إعادة بناء المكانة الدبلوماسية لإسرائيل، وهي مهمة طويلة الأمد قد تعجز الحكومة الحالية عن إنجازها.
ورغم تشكيكه في أن ترامب قد لا يكون “الرجل المناسب لإنقاذ إسرائيل من نفسها”، لكنه -مع ذلك- يراه الآن وفي هذه اللحظة هو الرجل الذي تحتاجه تل أبيب.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.