6 شهداء للجيش جنوباً وتأكيد محلي ودولي على دوره المحوري

7

اقل من ساعتين فصلت بين بيان قيادة الجيش المتضمن تحذيرا من تعريض أمن البلاد للخطر من خلال تحركات غير محسوبة النتائج وتأكيد عدم السماح بأي إخلال بالأمن أو مساس بالسلم الأهلي، أو قطع الطرقات أو التعدي على الأملاك العامة والخاصة، وبين ارتقاء عدد من العسكريين واصابة اخرين في انفجار ذخائر بوحدة من فوج الهندسة اثناء عمل أفرادها على سحبها وتعطيلها من مخزن سلاح في قضاء صور.

هكذا تستمر المؤسسة العسكرية المُكلفة حماية البلاد واعادة حصر السلاح بيد الدولة في دفع ضريبة الدم. فبعد ليلة من المواجهات مع مسيرات الدراجات النارية لمناصري حزب الله في العاصمة وسائر مناطق نفوذه جنوباً وبقاعاً على وقع مواقف الحزب التصعيدية، وفي موازاة ملاحقة كبار تجار المخدرات والقضاء على رؤوسهم المُدبرة وآخرهم “ابو سلة”، وفي اطار العمل على تفكيك ومصادرة السلاح غير الشرعي جنوباً سقط 6 شهداء للجيش، 4 من عديد اللواء الخامس واثنان من فوج الهندسة فيما جرح 5 عسكريين .

تعددت الروايات حول هوية السلاح، اذ اشارت معلومات الى ان الجيش كان يعالج ذخائر داخل منشأة لحزب الله عند الانفجار ، فيما افادت اخرى ان الذخائر من مخلفات الحرب مع ترجيح الفرضية الاولى.

عون يُعزي

 على الفور، أجرى رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون اتصالاً هاتفياً بقائد الجيش العماد رودولف هيكل، اطلع منه على ملابسات الحادثة الأليمة التي وقعت في منطقة مجدل زون – وادي زبقين في قضاء صور وأدّت إلى سقوط عدد من الشهداء والجرحى العسكريين نتيجة انفجار ذخائر بوحدة من فوج الهندسة في الجيش في اثناء عمل أفرادها على سحبها وتعطيلها.وأعرب الرئيس عون عن ألمه لاستشهاد العسكريين وعزى ذويهم والجيش بفقدهم ، كما تمنى الشفاء العاجل للجرحى. وقال الرئيس عون: “الوطن اليوم يفقد نخبة من خيرة أبنائه الذين ضحوا بأرواحهم الطاهرة في سبيل الدفاع عن أرض لبنان وسيادته. هؤلاء الشهداء الأبرار سطروا بدمائهم الزكية أروع معاني التضحية والفداء، وأكدوا أن الجيش اللبناني يبقى درع الوطن الواقي وحارس حدوده الأمين. واني اذ احيي في هؤلاء الشهداء الأبطال روح التضحية والوفاء، وأقدر تضحياتهم الجسيمة التي قدموها من أجل أمن لبنان واستقراره، اؤكد إن استشهادهم ليس نهاية المطاف، بل شعلة أمل تنير درب الأجيال القادمة وتذكرهم بأن حرية الوطن لا تُصان إلا بالتضحيات الجسيمة”. وختم الرئيس عون بالقول: “دماء شهدائنا الأبرار لن تذهب هدراً، وستبقى منارة تضيء طريق النضال من أجل لبنان حر وسيد ومستقل. رحم الله شهداءنا الأبطال وأسكنهم فسيح جناته”.

وسلام ايضاً

 كما أجرى رئيس مجلس الوزراء نواف سلام اتصالًا بكلّ من رئيس الجمهورية ووزير الدفاع ميشال منسى، وقائد الجيش، معزّيًا .وأعرب عن بالغ حزنه وأسفه لهذه الخسارة الوطنية الجسيمة، كما توجّه بالتعزية الحارة إلى ذوي الشهداء وعائلاتهم، متمنيًا الشفاء العاجل للجرحى.

ومنسى

 من جهته، أجرى وزير الدفاع الوطني اتصالاً بقائد الجيش بالنيابة اللواء الركن حسان عوده، معزياً.

بري

وتوجّه رئيس مجلس النواب نبيه بري بـ”أحر التعازي إلى الجيش اللبناني وإلى ذوي الشهداء الذين سقطوا خلال تأدية واجبهم الوطني في الجنوب”، وقال: “مجدداً قدرُ هذه المؤسسة الوطنية الجامعة لآمال وتطلعات اللبنانيين أن تصون الوحدة والأمن والإستقرار، وتعمّد السيادة الوطنية بالبذل والتضحية، مقدِّمة المزيد من الشهداء والجرحى”.

أضاف: “إننا في هذه اللحظة الأليمة والدامية نقف مع الجيش وإلى جانبه، من أجل تمكينه من إنجاز مهامه الوطنية التي أقسم يمين الولاء والانتماء على تأديتها مهما غلت التضحيات”.

وختم بري: “الرحمة للشهداء، وأحرّ التعازي لذويهم وللمؤسسة العسكرية قيادةً وضباطاً وأفراداً، والدعاء للجرحى بالشفاء العاجل”.

وكان بري أوعز، فور وقوع الحادث، إلى أجهزة الدفاع المدني في كشافة الرسالة الإسلامية بوضع كل إمكاناتها الإسعافية والتطوعية بتصرّف الجيش، للمساهمة في عمليات الإسعاف وإخلاء المصابين.

“القوات” والحزب

وقد المحت القوات اللبنانية عبر ناطقها الاعلامي شارل جبور الى احتمالية وقوف حزب الله خلف التفجير فكتب على منصة “اكس”: الخطأ البشري وارد، ولكن الحلّ الأفضل: فجّره كي لا يفجِّرونه فيك..

وتقدم عضو كتلة الحزب “علي عمار بـ”أحر التعازي وأصدق المواساة من الجيش اللبناني قيادةً وأفراداً ومن ذوي الشهداء الذين رووا أرض الجنوب الطاهرة بدمائهم الزكية التي امتزجت مع دماء المقاومين الشرفاء”.

توقيف محتجين

 على خط موازٍ، وبعد ليلة احتجاجات من مناصري حزب الله الذين عمد عدد منهم في مدينة بعلبك الى تكسير سيارات بعض من حضروا الى القلعة التاريخية حيث يقام مهرجان بعلبك ، أوقف الجيش اللبناني عدداً من المحتجين على طريق المطار، بعدما نفذوا تظاهرة ، احتجاجًا على قرار الحكومة بشأن حصر السلاح بيد الدولة.

تحذيرٌ من الجيش

 وفي السياق، أعلنت قيادة الجيش – مديريّة التوجيه في بيان ان “في ظل ما يواجهه لبنان من تحديات استثنائية في المرحلة الراهنة، ولا سيما استمرار العدو الإسرائيلي في اعتداءاته وانتهاكاته للسيادة الوطنية، إلى جانب الوضع الأمني الدقيق، ظهرت دعوات من قبل أفراد عبر مواقع التواصل الاجتماعي للقيام بتحركات احتجاجية، ونشر مقاطع فيديو مفبركة تهدف إلى إثارة التوتر بين المواطنين.تحذّر قيادة الجيش المواطنين من تعريض أمن البلاد للخطر من خلال تحركات غير محسوبة النتائج. إنّ الجيش، إذ يحترم حرية التعبير السلمي عن الرأي، لن يسمح بأي إخلال بالأمن أو مساس بالسلم الأهلي، أو قطع الطرقات أو التعدي على الأملاك العامة والخاصة، ويؤكد ضرورة تحلّي المواطنين وجميع الفرقاء بالمسؤولية في هذه المرحلة الصعبة، وأهمية وحدتهم وتضامنهم بهدف تجاوز الأخطار المحدقة ببلدنا”.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.