شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – التحالفات الهجينة تكشفت عن طبقة سياسية وصولية

38

مكيفاليون هم، إنهم يبررون الوصول الى تحقيق المصالح والأنانيات أياً كانت الوسائل، ومهما بلغت من القذارة.
إن ما تكشفت عنه المرحلة الانتخابية الأخيرة للمجالس البلدية والاختيارية في محافظتَي جبل لبنان، بينت تحالفاته أن مدّعي الإصلاح هم الأكثر فساداً، ومدعي المواقف الصلبة هم الأكثر استعطافاً وتوسلاً، ومدّعي السيادة هم الأكثر تبعيةً، ومنفوخي القوة هم الأكثر هزالاً.
غريب أمر هذه الطبقة السياسية المنافقة، والأشد غرابةً أن هناك مَن لا يزال يصدّق! ومَن لا يزال يشارك في مسرحية النفاق فيبرّر الخطوات التي لا تُبرَّر ويدافع عن تحالفات لا تركب على قوس قزح، وحتى ما قبل أيام معدودة كان حديثو التحالفات الموقتة يقول بعضهم في البعض الآخر ما لم يقله مالك في الخمرة.
ونود أن نقول إننا لا نستثني أحداً من راكبي هذه التحالفات وإن كان بعضهم «يتفوق» في هذه الجوقة «المصلحجية» ويوزع الاتهامات والتصنيفات على الناس، ويهاجم بعضهم قادحاً ذامّاً، موزّعاً الشهادات بالوطنية على البعض، وحاجبها عن البعض الآخر، ثم يلتقون في لوائح واحدة، تبين، في النتيجة أنها كشفتهم وحددت أحجامهم على حقيقتها، وليس كما في البروباغندا إن الانتخابات المحلية في نسختها الأولى تبقى شهادة للرئيس العماد جوزاف عون وحكومة العهد الأولى لا سيما وزير الداخلية والقوى العسكرية والأجهزة الأمنية، ونأمل أن تقتدي الدوائر الانتخابية الأخرى، بدءاً من محافظتَي الشمال وعكار يوم الأحد المقبل، بالدائرة الأولى أقله على صعيد الناخبين من حيث الوعي والبعد عن الإشكالات الأمنية وسواها، وإن كنا نستبعد ذلك بشكل كامل، فالظروف مختلفة بين الدوائر سياسياً وحزبياً الخ…
وفي تقديرنا إن معيار الأمن الذي كان العنوان المشرق في جبل لبنان يجب أن يبقى بالضرورة عنواناً مشرقاً في المراحل الآتية ابتداءً من الشمال. صحيح أن المسألة لن تكون في السهولة التي تبدّت في المرحلة الأولى، ولكنها بالتأكيد ليست على قدر من الصعوبة، وإن كانت ثمة خشية من الطوابير الخامسة والمندسين الذين قد يجدون أرضاً خصبة في مكان هنا ومكان هناك.
وفي المطلق فإننا نكرر ما كتبناه صباح يوم الإثنين الماضي وخلاصته إن العهد وحكومته هما اللذان انتصرا على الأقل لأنهما أنجزا هذه المهمة الوطنية بامتياز.

khalilelkhoury@elshark.com

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.