شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – أبرز ما في الاستحقاق: حقاً السلطة لا تتدخل

28

لربّما أن أفضل ما تكشفت عنه المرحلةُ الثانية من الاستحقاق، كما المرحلة الأولى، قد يكون أن السلطة لم تتدخل في هذه الانتخابات البلدية والاختيارية، وهذا ما يُؤمَل أن تُجرى على منواله المرحلتان المتبقيتان، (الثانية والثالثة).

منذ أن عرف لبنان الإنتخابات العامة، سيّان أكانت نيابية أم بلدية واختيارية، كانت السلطة الرسمية تتدخل فيها بشكل فاقع أو من وراء الستار: فقد كان للسلطة مرشَّحوها المعلَنون من دون أي حياء، إنما بوقاحة فجّة، بقدر ما كان أمامها المغضوب عليهم الذين «يجب أن يرسبوا»… فقد كانت التعليمات تُعطى الى الأجهزة، من قيادة المكتب الثاني، أي جهاز المخابرات العسكرية الى آخر عميل لها على الأرض، ناهيك بالقيادات العسكرية والأمنية، المركزيين وفي المناطق. وكانت وسائل التدخل تراوح بين الترغيب والترهيب بمختلف الأوجه…

صحيح أن هذا التدخل لم يكن على وتيرة واحدة في مختلف العهود، فكان منسوبه يرتفع أو يهبط من عهد الى آخر ومن حكومة الى سواها، ولكنه كان موجوداً دائماً وأبداً. ولعلّنا نفاجئ الأجيال الجديدة من اللبنانيين إذ نخبرهم أن ذروة التدخل كانت في العهد الذي أرسى مفهوم المؤسسات في البلد والمصنّف حكمه، حتى اليوم، بأنه من أكثر الحِقَب منفعةً وازدهاراً التي عرفها لبنان، وهو كذلك فعلاً. وكذلك في عهد الرئيس شارل حلو. علماً أن الرئيس حلو كان غير راضٍ عن دور المكتب الثاني الذي يتدخل في كل شاردة وواردة، ولكن الرئيس شهاب رحل وأخذ معه الحقيقة: فهل كانوا يطلعونه على «فعلتهم» ولم يكن يبالي أو أنه لم يكن على إطلاع، وفي الحالين ليس الجواب في مصلحته.

طبعاً، لا نتحدث عن حقبة الوصاية السورية التي كانت فضيحة بحد ذاتها، إذ «الشغلة» على المكشوف، من النيابة الى ما دونها. وكما في الحكومات وكبار الموظفين كان الأمر تعيينا مباشراً.

وبالنسبة الى العهد الحالي، عهد الرئيس جوزاف عون، فإننا نجزم بأن الأجهزة لم يكن لها أي دور. وهذا إنجاز في حدّ ذاته، وإن كان واجباً في المبدأ والمطلق.

khalilelkhoury@elshark.com

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.