نظام الملالي حوّل إيران من دولة عظمى إلى دولة فاشلة!!

27

كتب عوني الكعكي:

ليس سرّاً، ان إيران في عهد الشاه كانت دولة عظمى في المنطقة، وكانت أميركا تعتبرها خط الدفاع الأول ضد الاتحاد السوڤياتي. كما كان الجيش الايراني من أهم الجيوش، إذ كان رابع جيش في العالم من حيث الأهمية، وكان هذا الجيش مزوّداً بأهم وأحدث الطائرات الحربية الاميركية مثل F-4 (الفانتوم) وF-5.

عندما عيّـن آية الله الخميني الذي كان مختبئاً في النجف، خوفاً من الشاه، كانت خطة هنري كيسينجر أن يحضّره كي يتسلم الحكم بدلاً من الشاه الذي رفض أوامر كيسينجر بشن حرب على العراق.

وعلى الصعيد الاقتصادي، كان في إيران مصنع سيارات لشركة رينو يُصنّع سنوياً مليون سيارة، ومصنع لشركة بيجو يُصنْع سنوياً مليون سيارة أيضاً، والنوعان من ابتكار فرنسي.

وعندما تسلم آية الله الخميني الحكم رفع شعار التشييع، وكان صاحب نظرية ان العالم الاسلامي الذي يعد ملياراً وخمسماية ألف مسلم سنّي يجب أن يتحوّل الى شيعة.

لذلك، شنّ حرباً على العراق تحت نظرية التشييع كلفت 1000 مليار دولار خسائر عسكرية ومليون شهيد في إيران، وكذلك 1000 مليار دولار خسائر عسكرية ومليون شهيد عراقي.

عندما أُجبر الخميني على توقيع معاهدة سلام قال: “هذا كأس السم الذي أتجرّعه”. ومنذ مجيئه الى الحكم بدأ هذا النظام “الملالي” بتدمير إيران أولاً تحت نظرية “الموت لإسرائيل وتحرير القدس”. وبدأ بتشكيل حزب الله اللبناني عام 1983 إثر الاجتياح الاسرائيلي للبنان عام 1982 الذي وصل الى بيروت. ومن خلال دعم الحزب عسكرياً ومالياً استطاع تحقيق إنجاز تاريخي ضد إسرائيل حيث أُجبرت إسرائيل عام 2000 على الانسحاب من لبنان. وكانت هذه المرّة الأولى التي تعلن فيها إسرائيل الانسحاب من أراضٍ عربية احتلتها من دون قيد ولا شروط مسبقة.

كان همّ نظام الملالي الوحيد، كما ذكرت، مشروع التشييع. ومن أجل ذلك بدأ النظام بدعم وإنشاء حزب الله في لبنان، كذلك دعم النظام السوري.. ولكن هذا الدعم كان مدروساً لأنّ الرئيس حافظ الأسد كان يمسك العصا من منتصفها، أي مع إيران ومع أميركا في الوقت نفسه، لأنه كان يعرف جيداً انه لا يستطيع أن يغضب الاميركيين لأنّ ذلك يكلفه زوال حكمه.

المصيبة الكبرى كانت عندما تسلم الرئيس الغبي بشار الأسد الحكم، حيث كانت سوريا تعيش في أفضل أحوالها الاقتصادية والاجتماعية والعسكرية، ويكفي ان سوريا عندما تركها حافظ الأسد لم يكن عليها أي دولار ديناً، كذلك كان في البنك المركزي السوري 50 مليار دولار أميركي.

الغلطة الكبرى بدأت بالمفاعل النووي الذي كلّف 6 مليارات دفعها نظام الملالي، وكان الرئيس حافظ الأسد رفضها عام 1998… لكنّ بشار قبلها.

وهكذا أصبح الحكم السوري تحت سيطرة كاملة لإيران. ويكفي الصورة التي لا يمكن أن ننساها: صورة الرئيس الهارب بشار الأسد ومعه القائد حسن نصرالله والرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد.

أيام الشاه كان الدولار يعادل 37 تومان (العملة الايرانية)، وبفضل فشل نظام الملالي أصبح الدولار يساوي مليونا مايتين ألف تومان.

كذلك بسب فشل النظام الاقتصادي اضطرت الحكومة أن تعطي كل مواطن 20 يورو شهرياً، وذلك لـ40 مليون مواطن، وهذا دليل على فشل الحكم اقتصادياً.

اما الأهم من ذلك كله، فلا بدّ من أن نلقي الضوء كيف كانت المليارات من الدولارات يصرفها النظام على عملائه وتذهب هدراً.

خسائر الملالي بالأرقام:

ذكر برلماني إيراني سابق رقم 30 مليار دولار دفعها الملالي لبشار كوسائل اعتماد ولبسط النفوذ الايراني في سوريا. يضاف إليها إنفاق “حرس” الملالي السرّي.

تقارير سرّية تفيد ان الهدر الذي قامت به إيران بأكثر من 150 مليار دولار، تحمّلت الخزينة الايرانية منها 76 ملياراً، يُضاف إليها نحو 50 ملياراً مشاريع واستثمارات، والباقي من إنفاق “الحرس” من خارج مالية الدولة.

وفي تقرير دولي نُشر أخيراً تُظهر الجردة التالية:

– قاعدة في دير الزور 250 مليون دولار.

– مركز اللاذقية اللوجستي 180 مليون دولار.

– قاعدة T4 الجوّية في حمص 400 مليون دولار.

– 7 قواعد جوّية و14 مخزن مقذوفات و22 مركز قيادة وسيطرة ونحو 85 كيلومتراً من الأنفاق، مجموع هدرها يتخطى 35 مليار دولار.

– الإنفاق على المشاريع الاقتصادية لم يكن أقل، فمناجم الفوسفات 125 مليون دولار، ومشروع النفط في القطعة 21 في حمص، والحقل 121 في البوكمال 300 مليون دولار.

– ميناء طرطوس 1.2 مليار دولار.

– خط الغاز من إيران الى المتوسط توقف وضاعت أمواله تُضاف إليها أموال “مقر خاتم الأنبياء” وهو الذراع المالية لحرس الملالي ولا يحق لأي شخص معرفتها باستثناء خامنئي، منها محطة كهرباء حمص، ومدن سكنية في حلب، قُدّرت كلفتها بأكثر من 1.5 مليار دولار.

– شبكة طرق بين حمص ودمشق 500 مليون دولار.

– استثمارات في العتبات الدينية 2 مليار دولار، منها قصر ضيافة السيدة زينب وحده 35 مليون دولار. فضلاً عن الخسائر الاقتصادية نتيجة سقوط سوريا.

لم يذهب ذلك كله هدراً وحسب، بل تحضّر السلطات السورية الجديدة بعد هرب بشار ملفاً لمقاضاة الملالي بغرامات تبلغ 300 مليار دولار، تعويضاً عن الأضرار التي ألحقها الملالي بسوريا.

كل ذلك فيما دخل المواطن الايراني عام 2024 أقل بـ11 ضعفاً من دخل المواطن الاسرائيلي.

أليْس هذا هو قمة الانتصار؟

كلمة أخيرة لا بدّ من قولها: إنّ حزب الله كلّف إيران حوالى 70 مليار دولار ثمن أسلحة ورواتب، وهذا باعتراف القائد شهيد فلسطين السيّد حسن نصرالله حين قال: “إنّ أكلنا وشربنا ورواتبنا وأسلحتنا وطبابتنا كلها من الجمهورية الاسلامية في إيران…”.

aounikaaki@elshark.com

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.