“الحريري وبس والباقي كلّه خس”
كتب عوني الكعكي:
الشارع والمجتمع والمزاج البيروتي منذ أيام الرئيس جمال عبد الناصر، هو شارع وطني إسلامي وعروبي وتابع للرئيس التاريخي عبد الناصر.
ولفترة طويلة بقي ولاء هذا المجتمع الوحيد للرئيس جمال عبد الناصر، وصار ضائعاً بعد وفاة الرئيس جمال عبد الناصر لفترة طويلة، حتى جاء رفيق الحريري رحمة الله عليه.
الشخص الوحيد الذي استطاع أن يملأ فراغ الرئيس جمال عبد الناصر هو رفيق الحريري.
والحقيقة ان ابنه سعد الحريري استطاع أن يحافظ على هذه الثروة الى اليوم. لكن الظروف التي اضطرته الى الانتقال الى الإمارات، وأن يكون الى جانب الشيخ محمد بن زايد الذي استضافه في أبوظبي وأكرم وفادته.
الشيخ الرئيس سعد الحريري ساكن منذ سنوات في أبوظبي، ولا يأتي الى لبنان إلاّ في ذكرى اغتيال والده شهيد الوطن وشهيد العروبة الرئيس رفيق الحريري، وفي كل مناسبة يأتي الى بيروت يعلن أنه لا يريد أن يترشح لأية انتخابات، ولا يريد المشاركة في الحياة السياسية، ولا يريد من جمهوره أن يتدخل في أية انتخابات وهو ترك الساحة للجميع.
ويبدو أن رغبة الشيخ سعد لم تتحقق، لأنّ جمهور الحريري لا يرد على طلب رئيسه، وهذا ما أثبتته الانتخابات البلدية التي جرت. وهنا لا بدّ من التوقف عند بعض الحقائق لنأخذ العبر منها:
أولاً: أن يحصل العميد محمود الجمل وحده على 45 ألف صوت، فإنّ هذه معجزة نظراً لما كان يخطط الآخرون. وبالمناسبة علينا أيضاً أن نقدّر موقف النائب الشاب نبيل بدر الذي كانت له اليد الكريمة في مساعدة الجمل في حملته الانتخابية.
ثانياً: أن تتفق 10 أحزاب هي: 1- القوات اللبنانية. 2- حزب الكتائب. 3- التيار الوطني الحرّ. 4- حزب الله. 5- حركة أمل. 6- مخزومي حزب “الحوار”. 7- الأحباش (المشاريع). 8- الأرمن. 9- نديم الجميّل. 10- محمد شقير ومن معه.
كل هؤلاء وبمساعدة من بعض السفارات التي تدخلت إمّا بالدعم أو بالتوجيه، تحصل لأوّل مرة في تاريخ جميع الانتخابات وخرق هذا التحالف معجزة.
ثالثاً: محاولة استغلال شخصية دينية مرموقة من أجل اجتماع بإحدى السفارات، هدفها الوحيد القضاء على الحريرية.
رابعاً: أن تتم الدعوة الى لقاء يتخلله حفلة غداء لفريق كان حتى الأمس القريب العدو رقم واحد لإحدى الدول العربية، فتلك ملاحظة ليست بالعابرة.
خامساً: للمرّة الأولى لم يكن هناك تدخّل من سفارات أجنبية. لكن يبدو أنّ السفارات العربية قامت بالواجب خير قيام.
سادساً: كل الأموال التي دُفعت، وكل الأصوات التي اشتروها، لم تستطع أن تلغي سعد الحريري أو أن تؤثّر عليه.
سابعاً: أحد النواب الذي سبق وفاز وحده في المرة الأولى بعد أن دفع 20 مليون دولار من الأموال التي تقاضاها على عمولة بيع الأسلحة… وفاز مرّة ثانية أيضاً وحيداً لأنّ كل الذين كانوا في لائحته سقطوا، حاول استغلال الموقف.
فهذا النائب الفاشل والمدّعي استغل الظروف ونصّب نفسه وادّعى انه أصبح مرجعية، وأخذ يتصرّف وكأنه مرجعية سياسية كبرى، فاز من ضمن تركيبة انتخابية عجيبة غريبة لم تحصل في تاريخ الانتخابات.. والعجيب الغريب أنّ هذا المدّعي لم يحصل إلاّ على 1000 صوت من أصل 47 ألفاً، أي إنه لا يمثل نصف بالمئة على صعيد الأصوات.. وبالرغم من ذلك لا يزال يمشي كالطاووس يظن نفسه أنه أصبح مرجعية طبعاً لأنه يملك 1000 صوت.
أخيراً، يمكن القول إنّ أولاد بيروت ليسوا للبيع، وكرامة أهل بيروت فوق كل المال وكل الاعتبارات… فتحيّة من القلب الى أهل بيروت الوطنيين والشرفاء.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.