الكهرباء بـ3 أشهر بسوريا ولبنان ينتظر منذ عام 1993
كتب عوني الكعكي:
مساحة لبنان 10452 كيلومتراً مربعاً، ومساحة سوريا 170.000 كيلومتر مربع.
عدد سكان لبنان 5 ملايين نسمة، عدد سكان سوريا 25 مليوناً.
منذ يومين تمّ في دمشق توقيع اتفاق بـ7 مليارات دولارات بخصوص شراء مولّدات كهرباء وذلك بموجب قرض.
الحكومة الموجودة في دمشق اليوم تشكلت بتاريخ 30 آذار (مارس) 2025.
إنّ السؤال الذي يطرح نفسه هو: كيف استطاعت سوريا أن تجد حلاًّ لمشكلة الكهرباء.. وفي لبنان شعب متعلّم ومميّز وشاطر، وقد انتشر في جميع أنحاء العالم وحقق نجاحات ليس لها حدود؟.. لكن المشكلة لا تزال بدون حلّ، باستثناء ما قام به شهيد لبنان الرئيس رفيق الحريري عام 1993، إذ استطاع أن يؤمّن الكهرباء 24/24 وذلك عبر البطل مهيب عيتاني.
طبعاً من يعرف قصّة كيف أُقيل الوزير المميّز جورج افرام، واستبدل بإيلي حبيقة، يعرف السبب ويبطل العجب. وحتى يومنا هذا لا يوجد حلّ لمعضلة الكهرباء.
مع العلم أن فرصاً كثيرة حظي بها لبنان… وهنا أذكُر الصندوق الكويتي الذي فوّضه أمير الكويت رحمة الله عليه الشيخ صباح الأحمد بأن أرسل رئيس الصندوق ومعه وفد كامل من أجل حل مشكلة الكهرباء. وكان ما شاهده الأمير استفزّه عندما شاهد على التلفزيون الشكوى من المواطنين الذين يعانون من عدم وجود كهرباء.
الوزير «الفلتة» والصهر المدلّل رفض أن يسمح للصندوق بالعمل إلاّ بعد دفع هديّة ثمينة له. فكان جواب رئيس وفد الصندوق: إننا موظفون حكوميون لا نستطيع إعطاء أيّة هدايا…
وهكذا خسر لبنان فرصة تأمين الكهرباء 24/24 بموجب قرض فائدته 1% لمدة 25 سنة.
الفرصة الثانية كانت عندما جاءت رئيسة وزراء ألمانيا أنغيلا ميركل الى لبنان ومعها أعضاء شركة مختصة بالكهرباء. وبعد أن درست الشركة الوضع تقدّمت بعرض مفاده أنها تتكفّل ببناء محطات لإنتاج الكهرباء على أن تبيعها للمواطن بأقل من سعر المولّدات الخاصة بـ «5 سنت».. طبعاً الوزير «الفلتة» والصهر المدلّل رفض الفرصة الثانية.
أما الفرصة الثالثة فكانت قضية الباخرة «فاطمة غول» التي تولّد وتكلّف ضعف الكلفة العادية.. وبدل أن نستأجر باخرة واحدة استأجر باخرتين… إضافة الى الصفقات التي تمّت وباتت معروفة لكنها مخفية، وهي أن القضاء يوم كان القضاء حريصاً على صهر العماد ميشال عون رئيس الجمهورية السابق.
المشكلة الحقيقية في قضية الكهرباء تتلخّص في ما يلي:
أولاً: التعرفة بقيت على مدى 30 سنة بدون أي تعديل، بمعنى أن شركة الكهرباء تدفع كلفة إنتاج الكيلوواط على سبيل المثال دولاراً، ولكن عليها أن تبيعه بنصف دولار.
ثانياً: من أجل عدم إزعاج الزعماء بموضوع زيادة التعرفة بقي الموضوع مستوراً، أي هناك تسجيل المزيد من الخسائر يومياً.
ثالثاً: عدم إجراء تعديل على سعر مبيع الكهرباء، رغم أن الشركة كانت في وضع سليم مع العلم انه يوجد لدى صندوق الشركة أكثر من 300 مليون دولار «وفر» وذلك لأول مرّة منذ 30 سنة.
باختصار، مشكلة الكهرباء بحاجة الى قرار لا يتخذه إلاّ الرجل الرجل.
لذلك، نطلب من ربّ العالمين أن يبعث لنا ذلك الرجل البطل الذي ينقذنا مما نحن فيه.
وأقول أخيراً… لماذا أنيرت مدينة زحلة 24/24 من خلال مولّدات خاصة؟.. ولماذا لم تشترِ الدولة مولّدات وتشغّلها وتعطي المواطن حقه في الكهرباء؟..
اللهم إلاّ إذا كان وزراء الطاقة أوصياء وحريصين على المولّدات الخاصة؟
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.