السفير الأميركي لدى تل أبيب يوحي لترامب بتوجهات نووية ضد إيران

6

أثارت رسالة بعث بها مايك هاكابي، السفير الأميركي لدى إسرائيل، إلى الرئيس دونالد ترامب، جدلًا واسعًا وقلقًا في الأوساط السياسية والإعلامية الأميركية، لما تضمنته من لهجة دينية متطرّفة وإيحاءات مثيرة بشأن قرارات مصيرية يُحتمل أن تتصل باستخدام القوة النووية.
الرسالة، التي كشف عنها مؤخرًا ترامب عبر حسابه على منصات التواصل، جاءت بعد نجاته من محاولة اغتيال في مدينة بتلر بولاية بنسلفانيا، واحتوت على إشارات دينية و”نبوئية” تعكس توجهات مقلقة لدى السفير.
وكتب هاكابي في رسالته: “السيد الرئيس، لقد نجّاك الله في بتلر، بنسلفانيا، لتكون أعظم رئيس خلال قرن، وربما في التاريخ. القرارات الملقاة على عاتقك لا أتمناها لأي شخص آخر… أؤمن أنك ستسمع صوت السماء، وهذا الصوت أهم من صوتي أو أي صوت آخر… أنا خادمك المعين في هذه الأرض، ولن أتخلى عن هذا الموقع. علمنا لن ينزل! لم تطلب هذه اللحظة، بل هي من طلبتك.”
وتطرّقت الرسالة أيضًا إلى الرئيس هاري ترومان عام 1945، في تلميح واضح إلى قراره التاريخي باستخدام السلاح النووي ضد اليابان، وهو ما وصفته الكاتبة الصحافية كايتلين جونستون في مقال نقدي بأنه “من أكثر الأجزاء المخيفة” في النصّ.
ورأت جونستون أن الرسالة تمثل مزيجًا من “الهوس الديني والتملّق المفرط”، مشيرة إلى أن استحضار تجربة ترومان “ليس بريئًا”، بل قد يعكس تفكيرًا داخليًا في الإدارة الأميركية يميل نحو خيارات كارثية.
وأكدت أن مجرد التلويح باستخدام السلاح النووي، في ظل ما وصفته بـ”ثقافة الهوس بنهاية العالم”، يُعدّ “أمرًا مرعبًا” في وقت تتجه فيه الإدارة الأميركية نحو مواجهة مباشرة مع إيران.
ليس خوفًا من النووي.. بل من فقدان السيطرة
وفي تحليل أوسع، شدّدت جونستون على أن رفض واشنطن وتل أبيب لحصول إيران على السلاح النووي “لا ينبع من الخوف من استخدامه فعليًا، بل من فقدان القدرة على تغيير الأنظمة في المنطقة”. وكتبت: “الأمر لا يتعلق بالقنابل، بل بالهيمنة. إنهم يريدون إسقاط طهران لضمان السيطرة الإقليمية الكاملة. ولو لم تكن إيران تسعى لامتلاك السلاح النووي، لبحثوا عن ذريعة أخرى.”

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.