شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – السؤال الذي يشغل دوائر البيت الأبيض

15

قبل ساعات من بدء إيران استهداف القاعدة الأميركية في قطر نقلت وسائط إعلام أميركية عن أن أحد أساتذة العلوم السياسية أنه طرح على طلابه الجامعيين السؤال الآتي: ما الذي يشغل القيادة الأميركية في هذه المرحلة؟ وتعددت الأجوبة ولكن البروفسور لفته تطابق أربعة منها حول مضمون واحد، وكانت ضمن هذا الإطار بصيغة أو بأخرى: إن ما يجب أن يأخذ باهتمام الرئيس دونالد ترامب وأركان البيت الأبيض هو: هل سترد إيران على الهجوم الجوي الأميركي على المنشآت النووية الثلاث، وهل سيكون الرد قريباً؟ وما هو الهدف الذي سيصوب عليه الإيراني؟
وفي الرواية أن توافق أربعة طلاب على جواب واحد هو مصادفة غريبة، فأراد البروفسور أن يعرف معطيات هذا التوافق لا سيما أن الطلاب الأربعة من ولايات وبيئاتٍ أربع مختلفة. و «عندما عرف السبب بطُل العجب». إذ تبين أن لأصحاب الجواب المتطابق أقرباء ينتسبون الى القواعد العسكرية الأميركية ويخدمون في بلدانٍ عربية خليجية ضمن تلك القواعد، وبالتالي فهم سيكونون من أوائل الذين سيتعرضون الى نيران الرد الإيراني. ولهذا الملف حيثيات كثيرة لا مكان للغوص فيها، هاهنا، لضيق المجال، إلّا أنها تلتقي عند الجواب على السؤال الآتي: هل كان ضرورياً أن يشارك الرئيس دونالد ترامب، مباشرة، في حرب إسرائيل على إيران فقط إكراماً لعينَي بنيامين نتنياهو؟
في أي حال يبدو الرئيس الأميركي مركّزاً اهتمامه على مضيق هرمز في ضوء ما يتردد عن الاتجاه الى تنفيذ إيران تهديدها بمنع الملاحة فيه، وهذا ما تترتب عليه نتائج كارثية على المستوى العالمي، من ذلك تعذر وصول إمدادات النفط والغاز بالكميات الهائلة الى البلدان الأوروبية، وتبعات ذلك على نمط حياة المليارات من الناس.
وفي هذا السياق لا يُستبعَد إن يلجأ الرئيس ترامب الى استخدام السلاح النووي ضد إيران. والذين يعرفون نزيل البيت الأبيض في هذا العهد الرئاسي لا يستبعدون هكذا خطوةً يمكن أن يُقدم عليها «امبراطور العالم الجديد»، على قاعدة ترجمة المثل الفرنسي الشهير «إن منطق الجهة الأقوى هو دائماً الأفضل». والذين يرجّحون احتمال لجوء ترامب الى السلاح النووي ضد إيران، يقولون إن ما يزيده هو من جهة تردد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الغارق في معمعة الحرب في أوكرانيا ومن جهة ثانية اعتبار الصين أن ليس لها في الأمر أي مصلحة تدفعها الى خوض حرب عالمية نووية.

khalilelkhoury@elshark.com

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.