فيروز تودع زياد الرحباني .. صلَّت وحدها على نعش إبنها

49

الى كنيسة رقاد السيدة العذراء في بكفيا حيث أقام مسرحيته الاولى «سهرية» في ساحتها في مثل هذا اليوم بالذات قبل 51 عاماً، عاد الموسيقار العبقري زياد الرحباني ليبقى هناك. سيرقد جسده بسلام لم يجده في حياته، في وطن شلّعته الحروب وقسّمته الطائفية وانهكته الانانيات والمصالح. جمع زياد في مماته من لم يتمكن من جمعهم في حياته. سياسيون من كل الاطياف وفنانون واناس بسطاء بمثل بساطته عرَفوه حضروا جميعاً للوداع الاخير.

العيون والقلوب انشدت كلها امس الى المحيدثة في بكفيا حيث ووري زياد في الثرى، وقد انطلق موكب النعش منذ الصباح من الحمرا حيث انطلق فنيا وعاش آخر ايامه، الى بكفيا، مرورا بأنطلياس حيث ترعرع، بمواكبة شعبية كبيرة. اما في الكنيسة فظهرت والدته السيدة فيروز لتدفن فلذة كبدها فبكت وأبكت ناظريها، كما كانت ترتل في جمعة الآلام من كل عام، بينما توافدت الشخصيات السياسية والفنية ومحبي زياد لتقديم التعازي برحيله الى العائلة. ومن ابرز الحاضرين رئيس الحكومة نواف سلام، نائب رئيس المجلس النيابي الياس بوصعب ممثلاً الرئيس نبيه بري، عقيلة رئيس الجمهورية السيدة نعمت عون، السيدة رندة بري وعدد كبير من الوزراء والنواب ومتروبوليت بيروت للروم الارثوذكس المطران الياس عودة.

الرحلة الاخيرة

 وكان محبو زياد تجمعوا بالمئات أمام مدخل مستشفى فؤاد خوري في الحمرا، في أجواء من الحزن الشديد، ترافقت مع ترداد أغان وأعمال فنية، لحنها الراحل. وعند خروج الجثمان، علا التصفيق الحاد والزغاريد والهتافات باسم زياد، بمشاركة خالة الراحل، هدى حداد، وأبناء أعمامه، بالإضافة الى الأمين العام للحزب الشيوعي حنا غريب، فيما أدى عدد من كهنة المحيدثة، الصلاة على جثمانه في داخل المستشفى. بعدها شق موكب التشييع، طريقه بصعوبة، في شارع الحمرا الرئيسي، واحتشد المواطنون على جانبي الطريق، ونثروا الورود على الموكب، لإلقاء النظرة الأخيرة على زياد، مع بث أغاني فيروز التي لحنها الراحل.

وقدّم رئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام التعازي بوفاة الفنان زياد الرحباني لعائلته، خلال مراسم الوداع التي أقيمت في كنيسة رقاد السيدة – المحيدثة، بكفيا، وسلّم العائلة وسام الأرز الوطني من رتبة كومندور باسم رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، تكريمًا لمسيرته الفنية والوطنية الفريدة.

وألقى الرئيس سلام كلمة جاء فيها:

«أتكلّم حيث تختنق الكلمات. أقف بخشوع أمام الأم الحزينة، والعائلة، والأصدقاء… ولبنان كله شريك في هذا الحزن الكبير.

زياد المبدع العبقري، كنتَ أيضاً صرخة جيلنا الصادقة، الملتزمة قضايا الإنسان والوطن.

وقد قلتَ ما لم يجرؤ الكثيرون منّا على قوله. أما «بالنسبة لـبكرا شو»، فللأجيال القادمة، ستبقى يا زياد، صوت الجمال والتمرّد، وصوت الحق والحقيقة حين يصير السكوت خيانة.

أيها الأحبّة

قرّر السيّد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون منح الفقيد الغالي وسام الأرز الوطني من رتبة كومندور، وقد كلّفني – فتشرّفت – أن أُسلّمه اليوم إلى العائلة الكريمة متقدماً منها باسم السيّد الرئيس وباسمي الشخصي، بأحرّ التعازي، سائلاً القدير أن يتغمّده بغالي رحمته، ويسكنه فسيح عليائه وأن يُلهم عائلته ومحبّيه الصبر والعزاء.»

في وداع زياد

ورأس صلاة الجنازة راعي ابرشية جبل لبنان للروم الارثوذكس المطران سلوان موسى يعاونه لفيف من الكهنة، في كنيسة رقاد السيدة في بلدة المحيدثة – بكفيا، في الرابعة من بعد الظهر، في حضور رئيس الحكومة نواف سلام وعقيلته سحر بعاصيري، نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب ممثلا رئيس المجلس نبيه بري، الرئيس أمين الجميل، السيدة الأولى نعمت عون، عقيلة رئيس مجلس النواب نبيه بري رنده عاصي، وزيري الثقافة الدكتور غسان سلامة والإعلام المحامي بول مرقص، النائب ابراهيم الموسوي، والدة الراحل السيدة فيروز وشقيقته ريما والعائلة، وشخصيات رسمية وسياسية وحشد كبير من أهل الفن والفكر والثقافة ومحبي زياد الرحباني وجمهوره وفي حضور إعلامي كبير.

تُقبَل التعازي اليوم الثلاثاء في صالون الكنيسة، بدءاً من الحادية عشرة من قبل الظهر لغاية السادسة مساء.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.