سلاح الحزب بين الجيش اللبناني وإسرائيل

26

كتب عوني الكعكي:

سيبقى حديث تسليم سلاح الحزب الى الجيش اللبناني طاغياً على كل التعليقات والتحليلات في الإعلام اللبناني، إن كان من خلال الصحف أو التلفزيونات أو السوشيال ميديا.

لو نظرنا الى الموضوع من زاوية الحزب، نرى أنه بحاجة الى موافقة من الجمهورية الإسلامية في إيران، مع الأخذ بالاعتبار أن هناك مباحثات ومفاوضات بين أميركا وإيران عن طريق طرف ثالث، كما أعلنت إيران. بمعنى أن إيران لا تزال تربط موافقتها على تسليم سلاح الحزب على أساس اتفاقها مع أميركا.

إنطلاقاً مما ذكرنا يحضر في البال سؤال جدّي هو أن إسرائيل تستغل الأوضاع القائمة والتي تتمنى أن تبقى على حالها، أي إنها لا تريد أن يسلّم الحزب سلاحه للجيش، لأنها تريد أن تبقى في ممارسة هوايتها ومصالحها أي اغتيال يومي لعناصر من الحزب مع تدمير ما تستطيع أن تدمّره من بنية تحتية الى مناطق مزدهرة مثل مدينة صور ومدينة بعلبك التاريخية. والأهم أنه لا يمكن للدولة اللبنانية ولا للشعب اللبناني أن يتلقى أية مساعدات من الدول العربية أو من دول العالم، ولن تتلقى أي دعم ولن يدخل أي دولار واحد الى لبنان قبل تسليم سلاح حزب الله للجيش اللبناني.

الحكومة كما علمنا، «أخذت» إجازة أسبوعين بانتظار أن تتسلم خطة الجيش القاضية بتسليم سلاح حزب الله.

بمعنى دقيق أن البلاد تعيش على «أعصابها» منتظرة أوامر إيران للحزب لتسليم سلاحه، أي أن هناك ضريبة دموية شعارها: «قتل عنصر أو عنصرين أو ثلاثة أو أربعة من أهم كوادر الحزب يومياً، تحت شعار إسرائيلي أنها تقوم بتلك العمليات لإبعاد الخطر الأمني عن حدودها».

في المقابل، فإنّ الأوضاع الاقتصادية تنتظر توقيع اتفاق لتبدأ عجلة الاقتصاد، ويبقى أن المدخول الوحيد هو أموال المغتربين الذين يأتون الى لبنان لزيارة أهلهم، لكنها لا تكفي، لذا فإن عجلة الدولة الاقتصادية متوقفة..

والسؤال الذي يدور على شفتي كل مواطن هو: لماذا علينا أن ننتظر الحزب ليحصل على الموافقة من إيران لتسليم سلاحه؟.. ولماذا لا يملك الحزب حرية اتخاذ القرار؟

بكل بساطة، إن الحزب يقول كما قال رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد… «لن نسلم سلاحنا ولو متنا جميعاً».. وأضاف موجهاً كلامه الى المطالبين بتسليم حزب الله سلاحه: «فليبلطو البحر».

الحقيقة، كل الحقيقة، أن هناك بعض الحزبيين الذين لا يزالون يعيشون في الأحلام الماضية، وعقولهم ترفض قبول الهزيمة التي حلّت بالحزب، بدءاً بعملية «البيجر» التي كلفت الحزب 6000 عنصر من «فرقة الرضوان»، الى عملية اغتيال القائد شهيد فلسطين السيّد حسن نصرالله، ومعه كامل أعضاء الصف الأول من المقاتلين والمسؤولين من الحزب، واغتيال ابن خالة السيّد حسن السيّد هاشم صفي الدين.

كذلك، فإنّ الكثيرين يظنون أن سوريا لا تزال كما كانت أيام الرئيس الهارب بشار الأسد، وأنّ هناك دولة جديدة قائمة نقيضة للدولة السابقة، حيث الأمور تغيّرت في سوريا، وأصبح ممنوعاً على الحزب تسلم الأسلحة والأموال عبر سوريا وهي التي كانت تصل عبر الدولة السورية.. لذلك نرى أن الحزب يعاني على الصعيد الاقتصادي.

وهناك الكثير من الاحتجاجات من جماعة الحزب وضمن بيئته، إذ إن بعضهم يعلن أنهم لا يريدون الاستمرار بالحرب ضد إسرائيل، والبعض الآخر الذين لا يزالون يعيشون في الماضي يرفضون بانتظار «المهدي المنتظر».

بين العمليات العسكرية الإسرائيلية اليومية على المقاومة، وبين تسليم سلاح الحزب للجيش اللبناني: أيهما الأفضل للشعب اللبناني وللحزب وبيئته؟

aounikaaki@elshark.com

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.