الإمارات تدين الاستيطان والتصعيد العسكري الإسرائيلي في غزة
خلف الحبتور
يبدو وكأن إسرائيل في هذه الأيام تُدار بعقلية لا تسعى لحماية مصالحها، بل لتخريبها من الداخل. وكأن من يمسك بزمام القرار ليس قائداً يبحث عن أمن شعبه وازدهاره، بل شخصٌ مصمّم على تدمير كل جسور الثقة مع جيرانه، وهدم ما تبقّى من أمل بالسلام، وتعزيز العزلة حول بلاده.
سياسات التصعيد، والمضي في مشاريع الاستيطان، وارتكاب الجرائم اليومية بحق أهلنا في غزة، لا تدل على عقلية سياسية رشيدة، بل على نهج عدائي قصير النظر، يُمعن في استعداء العالم، حتى أقرب الحلفاء.
ما يحدث في غزة اليوم جريمة لا يمكن تبريرها، لا سياسياً، ولا أخلاقياً، ولا إنسانياً. هو اعتداء صارخ على أرواح الأبرياء، وانتهاك مستمر لكل الأعراف. هذا التدمير اليومي لن يولّد إلا المزيد من الغضب والدم.
ومع مثل هذه السياسات، وهذه الاعتداءات السافرة، فإن إسرائيل تدفع الدول التي وقّعت معها اتفاقيات سلام، الجديدة والقديمة، إلى إعادة النظر في مواقفها. فلا يمكن لأي اتفاق أن يصمد إذا أصرّ طرفٌ على تقويض السلام، والتصعيد، وخلق الكراهية بدل بناء الجسور.
أحيّي موقف دولة الإمارات الشجاع في إدانة التصعيد والاستيطان، وهو موقف يليق بدولتنا التي كانت وما زالت صوت العقل والعدل في زمنٍ بات فيه الصمت خيانة للمبدأ. نحن لا نحتاج إلى مزيد من النار في هذه المنطقة، بل إلى من يملك الشجاعة لكسر دائرة العنف، والبدء من جديد.
ولا يظننّ نتنياهو أن الدول المحيطة به غافلة، أو جبانة، أو ضعيفة. بل إنّ نَفَسها طويل، وصبرها ليس علامة ضعف، بل وعي وحكمة وتأنّي. ما يقوم به اليوم هو شراءٌ مكلفٌ للعزلة الكاملة، عن جيرانه، عن المنطقة، وعن الرأي العام العالمي.
فليتأمل فقط هذا: إن أُغلقت الأجواء من حوله، فكيف سيتحرك الإسرائيليون؟ كيف سيتنفسون؟ كيف ستعمل مصالحهم؟ ألم يحسب حساب هذا؟ فليبدأ بسؤال نفسه هذا السؤال البسيط فقط!
خلف الحبتور
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.