معاريف.. لزامير: لا تخاطر بجنودك فيصبحوا فريسة لعدو لا يجد ما يخسره

1

الألم والقلق والاضطراب في هذه الأيام المجنونة، بعد نحو سنتين من الحرب التي لا نرى نهايتها، تنبع أساساً من غياب زعامة براغماتية وشجاعة وتضع مصلحة الدولة أمام ناظريها. منذ 75 حتى إقامة الحكومة الحالية، مرت على إسرائيل فترات صعبة، من حروب وكوارث وأزمات اقتصادية واجتماعية. رغم هذا كله، معظم الشعب في إسرائيل، بما في ذلك القسم الذي عارض الحكومات التي كانت تتولى في حينه، كان يعرف أن هناك من يمكن الاعتماد عليه، سياسيا وعسكرياً. وحتى في حرب يوم الغفران الرهيبة،كانت ثقة واسعة بالحكومة والجيش رغم الإخفاقات الكثيرة.

هذا، بخلاف تام مع الواقع المرير اليوم. انعدام الثقة بهذه الحكومة الهاذية يتعاظم من يوم إلى يوم، حين بدأنا نشعر بنقص في وجود شخصية كاريزماتية، مصداقة، دون مصالح حزبية، تقف أمام الجمهور وتعرض صورة الوضع الحقيقية، وبالأساس تعرض أفقاً جديراً وباعثاً على الأمل. ولكن يصعب إيجاد شخصية كهذه بين أعضاء الحكومة والائتلاف، بل حتى في مقاعد المعارضة. من هنا، جدير وصحيح أن يأخذ رئيس الأركان أيال زامير، الذي يتمتع اليوم بالثقة الأوسع من الشعب، على عاتقه دور الزعيم المسؤول وقائد الطريق. لو أن رئيس الأركان زامير يقف اليوم أمام الجمهور، ويعرض صورة الوضع المحدثة، والإمكانيات والمخاطر التي استمرار الحرب وتداعياتها، وكذا وضع حلول للوضع، مثلما يراها هو وهيئة الأركان، لساهم كثيراً في وضع وإحساس الشعب في إسرائيل.

لو فعل هذا، فلن يكون رئيس الأركان أول من ينتهج هذا الطريق، فقد سبقه رئيس الأركان في حرب يوم الغفران دافيد أليعيزر (ددو) الراحل الذي وقف منذ 8 أكتوبر 1973 اليوم الثالث للحرب وأحد الأيام الأصعب فيها، في مؤتمر صحافي وعرض صورة الوضع الحقيقية أمام وسائل الإعلام الكثيرة بما فيها الأجنبية. كانت الصورة صعبة جداً، لكن ددو لم يتملص من أسئلة الصحافيين ولم يخفِ الحقائق في موضوع وضع الجيش الإسرائيلي في تلك الساعات، لكنه إلى جانب ذلك، بحث الأمل وعرض أفقاً متفائلاً لإنهاء الحرب، التي أمسكت بالجيش الإسرائيلي (مع البنطال ساحلا).

رئيس الأركان زامير يقف الآن على رأس الجيش الإسرائيلي قبيل الدخول لقلب غزة، وفقاً لقرار المستوى السياسي. هذه الخطوة ستعرض حياة المخطوفين الأحياء للخطر، وبالطبع حياة جنودنا في حرب عصابات حيال عدو ليس له ما يخسره ولا مفر له غير القتال على حياته من داخل الأنفاق التي بناها وأعدها لهذه المعركة. هذا عدو يعرف جيداً المنطقة، وسبق أن أثبت لنا بأنه في عمليات حرب العصابات المخطط لها، قادر على جباية ثمن دموي باهظ من الجيش الإسرائيلي.

 

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.