فضل الله استذكر الدور الوحدوي للصدر وحذّر من المدلَّسين الذين يبترون الكلام

4

عقد العلّامة السيّد علي فضل الله لقاءً حواريًا في المركز الإسلاميّ الثقافي في حارة حريك، بعنوان «الكلمة وتأثيرها في المجتمع»، تخلّله نقاش مفتوح أجاب فيه عن عدد من الأسئلة والاستفسارات.

استهلّ فضل الله اللقاء بالحديث عن أثر الكلمة المسموعة والمقروءة، مبيّنًا أنّها إذا خرجت عن دورها الطبيعي كأداة للإصلاح وبثّ الوعي ونشر المحبّة والتآلف بين الناس، وتحويل النفوس إلى الخير، فإنّها قد تصبح وسيلةً لنشر التفرقة وإثارة الفتن والأحقاد والعداوات، بل قد تُسهم أحيانًا في إشاعة الفساد والرذيلة والانحراف. وأضاف: «يكفي أن ننظر إلى واقعنا لنلمس حجم الآثار التي تتركها الكلمة، سواء على صعيد الأفراد أو المجتمعات أو الأوطان. ومن هنا جاءت دعوة الله سبحانه لعباده إلى حسن اختيار كلماتهم، والتفكّر في تداعياتها، وألّا يكتفوا بالكلام الحسن، بل أن يسعوا إلى الأحسن، سواء في الفكر أو الخطاب أو الحوار، ولا سيما عند مواجهة الخصم، بحيث لا يكون الهدف تسجيل النقاط أو تفريغ الأحقاد أو استخدام الكلام الجارح، بل إطفاء الباطل». وتابع: «إنّنا نعيش في زمن تُستثمر فيه التنوّعات الدينية والمذهبية والسياسية والعائلية وحتى بين الدول والشعوب لإثارة الفتن، فيما نحن أحوج ما نكون إلى من يطفئها لا من يذكيها، وإلى من يبرّد القلوب لا من يثير أحقادها. وهذا لا يتحقّق إلّا بالكلمة الطيبة التي تقرّب بين الناس، وتُعزّز أواصر الوحدة، وتُزيل التوترات والضغائن من النفوس».

وأكد أنّ «الإشكالية ليست في وجود اختلاف في الرأي أو ممارسة النقد، فهذه ظواهر طبيعية في أي مجتمع، لكنّ المطلوب أن تكون في إطار أخلاقي وموضوعي، بعيدًا عن تحويلها إلى صراعات وانقسامات. وأن تُدار بروح الحوار العقلاني القائم على الحجة والبرهان، بعيدًا عن التعصّب والمصالح والانفعالات. لكن مع الأسف، يلجأ البعض إلى الافتراء والكذب والتدليس، وحتى إلى بتر الكلام وقطع سياقه». وفي ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر، قال فضل الله: «إنّ تغييب الإمام الصدر شكّل خسارة كبرى لما كان يحمله من دور وحدوي ووطني وإسلامي».

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.