بركان فضل شاكر ينفجر

8

بقلم سليمان اصفهاني

هو بركان من نوع خاص ساهم في إشعال المشاعر من جديد بعد موجة حولت الحب الى سلعة والاحاسيس الى ماركة تجارية، حتى أتى فضل شاكر من مكان بعيد داخل مخيم عين الحلوة وتحديداً حي التعمير ليقلب كل الموازين دون أن ينفق على أغنياته ملايين الدولارات ولا يدفع لشركات السوشال ميديا للترويج له، وكأنه القدر يساند هذا الرجل بعد رحلة عناء أتعبته وأصابته بالامراض من السكري حتى إنسداد شرايين القلب، الا أن الحنجرة انتفضت على واقعها ورسمت آفاق جديدة لها رائحتها التي فاحت في أرجاء الوطن العربي.

أمس كنت في مكتب الصديق المحامي مازن حلاّل وتحدثنا في جلسة أخوة عن (العجيبة) التي رفعت الخناق عن حنجرة فضل شاكر فكانت أغنيات (أيامي الجاي) و(أحلى رسمة) و(كيفك ع فراقي) و(صحاك الشوق) ثورة بكل ما تحمله الكلمة من معنى في مجال الفن الحديث ومن حولها تناثرت أعمال كثيرة لان صوت الفنان دخل الى القلوب من جديد بلا منة من أحد، وحتى نجله محمد الذي كانت بدايته خجولة وغير مؤثرة نال نصيبه من توفيق والده في هذه المرحلة، فانتقل الى ضفة الحفلات والمهرجانات الضخمة دفعة واحدة لان (العجيبة) حصلت رغماً عن كل الافخاخ التي رميت في طريق الاب والابن، فالحكم عليهما فنياً ليس جريمة والتصفيق لفنهما لا يتعارض مع اي قوانين طالما قضية فضل القانونية في المحكمة العسكرية الدائمة في بيروت وهناك شق فني ترفع له القبعة اما كلمة القضاء فلا أحد يمكنه ان يتدخل بها او يزايد عليها في اي مرحلة مقبلة.

فضل شاكر الفنان كما قال أحد المغردين في موقع معروف على السوشال ميديا حرك مشاعرنا من جديد وحرضنا على الحب الذي غاب عن يومياتنا ربما بسبب صخب الدنيا او سياسة المصالح او العواطف الآنية او تفشي الغدر والخداع، فأتى صوت شاكر من داخل المخيم ليعالج ويعيد النبض الى القلوب وليقول الفن ليس بقرع الطبول والصراخ بل هو للاستمتاع والانسجام كما انه فسحة للهروب من ضغوط هذا الكون .

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.