الأمير محمد بن سلمان والرئيس ماكرون دخلا التاريخ!!!

11

كتب عوني الكعكي:
نعم وبكل صدق، يمكن القول إنّ الشعار الذي رفعه الأمير محمد بن سلمان ولي عهد المملكة العربية السعودية منذ تسلمه ولاية العهد، وهو يردّده في كل ساعة ويؤكد عليه عند لقاءاته مع قادة دول العالم، بدءاً بالرئيس الأميركي دونالد ترامب والذي تربطه بسموّه علاقة وثيقة جداً. شعار ولي العهد السعودي يقول: «السلام لا يمكن أن يتحقق في الشرق الأوسط إلاّ بإقامة دولتين، دولة للفلسطينيين ودول لليهود».
على كل حال، تاريخ قادة المملكة بدءاً بالمغفور له الملك فيصل الذي هدّد عام 1973، أثناء حرب 6 أكتوبر، بقطع النفط ونفذّ وعده، وقد كلّفه ذلك حياته.
كذلك فعل الملك فهد الذي استطاع أن يسترجع الكويت من الاحتلال العراقي. يومذاك قال للرئيس الأميركي جورج بوش إنّه فاتح خزائن المملكة المالية من أجل استرجاع الكويت مهما كلفه الأمر. وبالفعل أرسل الرئيس جورج بوش 500 ألف عسكري من كل أنحاء العالم وبقيادة أميركية – سعودية مشتركة لتحرير الكويت.
أما المغفور له الملك عبدالله، وفي «قمة بيروت» عام 2002، فقد رفع شعار «لا سلام إلاّ بإقامة دولة فلسطينية»، وبقي على موقفه بالرغم من المكر اليهودي والمؤامرات التي تحيكها إسرائيل ضد العالم العربي والإسلامي.
جاء الملك سلمان وعيّـن ابنه الأمير محمد وليّاً للعهد.. وبالفعل، ومنذ اليوم الأول رفع الأمير شعار الدولة الفلسطينية… وها نحن شاهدنا اليوم على «التلفزيون» رئيس وزراء بريطانيا الدولة التي كانت منتدبة في العراق وفلسطين، والتي وعدت بإقامة دولة لليهود «وعد بلفور» في 2 تشرين الثاني (نوڤمبر) عام 1917، شاهدت رئيس حكومتها يعلن موافقته على إقامة دولة فلسطينية في فلسطين. تصوّروا أن الدولة البريطانية التي تآمرت على الفلسطينيين، تحوّلت اليوم الى دولة مقتنعة بأنّ لا سلام بدون دولة فلسطينية.
بعد ذلك ألقى السفير الفلسطيني في لندن كلمة شكر فيها بريطانيا شعباً وحكومة على إعلانها، تأييد إقامة دولة فلسطينية في فلسطين بالرغم من العلاقات التي تربطها باليهود.
الأمير محمد بن سلمان كان دائماً يصرّ أنّ الحل الوحيد للسلام هو إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية. واللافت أنّ العلاقة التي تربط سمو الأمير محمد بن سلمان بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وقد اتفق معه وسارا معاً في مخطط دعم إقامة دولة فلسطينية مستقلة في فلسطين، ويبدو أنّ هذه المبادرة أخذت تزداد نجاحاً، حيث أيّده عدد كبير من دول العالم نذكر منها: بلجيكا، البرتغال، كندا، أوستراليا الى بريطانيا حلّ الدولتين.
ويقود اليوم ولي العهد ورئيس الدولة الفرنسية مؤتمر إقامة دولة فلسطينية، وسوف تكون الجمعية العمومية للأمم المتحدة، وفي جلسة ستعقد في نيويورك مؤيّدة للمشروع ومن المرجح أن تبصر دولة فلسطينية في فلسطين قريباً بعد معاناة 75 سنة من القتل والتشريد والتهجير الذي يمارسه الجيش الإسرائيلي على الفلسطينيين وعلى لبنان وسوريا والعراق ومصر.
خلاصة القول: إنّ الأمير محمد بن سلمان والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دخلا التاريخ من بابه الواسع… وما قاما به سيحمل معه تباشير الدولة الفلسطينية التي حلم بها الفلسطينيون طويلاً.
إنّ الهجمة الكبيرة على الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة فاجأ الكثيرين، وإن لم يفاجئ أصحاب القضية لأنهم على حق. ففي اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة الأخير صوّتت 142 دولة لصالح قيام دولة فلسطين. فإذا أضفنا الدول التي ذكرناها اليوم لارتفع العدد ليصبح 147. علماً أن فرنسا على أبواب الاعتراف الرسمي بالدولة، خصوصاً أنّ بعض البلديات الفرنسية بدأت برفع العلم الفلسطيني. وألمانيا تدرس الموقف وهي لا تمانع.

aounikaaki@elshark.com

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.