فلسطين لا تتحرّر بشعارات فارغة من على صخرة الروشة

4

كتب عوني الكعكي:

أكبر زعيم عربي مرّ في التاريخ العربي الحديث هو الرئيس جمال عبد الناصر!!!

هذا الرئيس عندما خسر الحرب ضد إسرائيل عام 1967، في حرب الأيام الستة، أعلن بعدها في مؤتمر صحافي، وخطاب رنان أنه هو المسؤول عن هذه الهزيمة، وقدّم استقالته معتذراً من الشعب المصري.

اليوم علينا أن نعترف بأنّ إسرائيل هزمت الحزب في لبنان، وهزمت إيران، ودمّرت المفاعل النووي الذي كلفها مليارات الدولارات، بينما الشعب الإيراني يحتاج الى أي مبلغ كي يشتري طعامه وغذاءه.

وهزمت سوريا بسقوط الرئيس الهارب بشار الأسد.

وهنا أريد أن أسأل القيادة في إيران: ماذا حقق هذا النظام الجديد، وأعني نظام الملاّلي من إنجازات؟ والسؤال الأهم: كيف كانت إيران أيام الشاه، وكيف أصبحت اليوم؟ وأريد هنا قبل أي شيء أن أعطي دليلاً دامغاً على ما أقول، فقد كان كل دولار أميركي يساوي 37 تومان حسب العملة الايرانية، أما اليوم فأصبح الدولار يساوي مليونا وماية وعشرين ألف ريال؟ فماذا يعني هذا؟ هل نعتبره إنجازاً أم هزيمة كبرى؟

ولو عُدنا الى عام 1978 يوم قام آية الله الخميني بانقلاب على الشاه، فوجدنا أنّ الشعارات التي رفعها الخميني يومذاك:

أولاً: الموت لأميركا

ثانياً: الموت لإسرائيل.

فماذا حقق من هذين الشعارين؟

العمل الوحيد الذي عمله، هو شنّ حرب على العراق، تحت شعار التشييع.. أي إنه يريد أن يكون المسلمين السنّة في العراق شيعة… بالله عليكم أين هدف هزيمة إسرائيل؟ وأين تحرير القدس؟ كلها ضاعت في خبر كان… ولو كان هناك من يحاسب لسأل الخميني أو من جاء بعده: كم كلفت الحرب على العراق، وماذ حققت؟ ليتبيّـن لنا أنّ إيران دفعت 1000 مليار دولار خسائر حرب، إضافة الى مليون شهيد مقابل ماذا؟

من ناحية ثانية، هناك سؤال آخر لحكام إيران: اعتدت إسرائيل عليكم بالطائرات F.14 وF.15 وF.16 وغيرها، وضربت البرنامج النووي الإيراني… فماذا فعلتم؟

طبعاً… وعودٌ بأنكم سوف تردون في الوقت المناسب و «الموت لأميركا» و «الموت لإسرائيل»، وأنتم في الحقيقة تبحثون عن طريقة لاسترضاء أميركا.. ولكنكم فشلتم لأنهم لا يثقون بكم.

على كل حال، أسأل ممثل إيران علي لاريجاني الذي زارنا بالأمس، وهو أمين المجلس الأعلى للأمن القومي، لمناسبة الذكرى الأولى لاستشهاد شهيد فلسطين السيّد حسن نصرالله: ماذا قال لنا، وماذا فعل في لبنان؟

على كل حال، الجواب معروف ونتمنى عليه وعلى نظام الملاّلي بدل أن ينفقوا المليارات على صواريخ من عند «قيصر عامر»، أنصحهم أن يهتمّوا بالشعب الإيراني المسكين، لأنّ هذا الشعب العظيم يدفع ثمن مغامرات فاشلة وادعاءات كاذبة وشعارات لا يمكن تحقيقها.

الأفضل الاعتراف بالأخطاء، والذهاب الى السلام، وإلى بناء إيران من جديد، وليتركونا ويتركوا الشعب اللبناني في حاله.

aounikaaki@elshark.com

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.