سعيد في لقاء حواري في «التجدد للوطن»: ليست المشكلة في التعدد بل في إدارته
نظم «التجدد للوطن» برئاسة شارل عربيد وحضورالنائب جورج عقيص والاعضاء، لقاء حواريا مع النائب السابق الدكتور فارس سعيد بعنوان: «حال البلاد في ضوء احداث ومستجدات المنطقة». استهل عربيد اللقاء بكلمة ترحيبية، وقال: «ان مثل هذه اللقاءات تضيىء على الواقع اللبناني وتتيح تبادل الافكار والحلول الممكنة لما يعاني منه لبنان». بعدها قدم الدكتور سعيد رؤيته للوضع في لبنان، لافتا الى ان «هناك شائعة في لبنان /أو ربما «اشاعة»، عمرها من عمر «لبنان الكبير»، ومفادها أن لبنان الكبير هذا، بوصفه اختراعا مسيحيا، ومارونيا بالأخص وبالتحديد، إنما وجد ليخدم «لبنان الصغير»، بضم مساحات جغرافية وديموغرافية اليه، في لحظة دولية مواتية، من شأنها- أي هذه المساحات – أن توفر له موارد وإطلالات على العالم، بما في ذلك من موانىء وأراض، تحصنه من خطري الانعزال والذوبان في آن معا، كما تحفظ له الوجود الحر». أضاف: «والحال أن هذه الشائعة قد طالت واستطالت في الزمن والوقائع والانطباع Percéption، حتى باتت جزءا من «سردية جماعية» على جانبي التكوين اللبناني الحديث: فكثير من المسيحيين استطابوا هذه السردية وأوغلوا في أنانيَتها، وكثيرٌ من المسلمين صدقوها وأوغلوا في كراهيتها والشكوى منها (…)».
ورأى «ان الخلاف أو الانقسام لم يكن عاموديا كما بدا في بعض الأوقات أو لبعض الرغبات (…)، لافتا الى «عبارة يحلو للبنانيين استخدامها في جاري خطابهم السجالي: أكثرية وأقلية» (…) معتبرا ان «الخرب لم تبق شيئا على شيء، كما علمنا وذقنا جمعيا دون استثناء، ثم جاءت وثيقة الوفاق الوطني في الطائف، لتصحيح السردية بقولها: «لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه (مطلب مسيحي بامتياز وعقيدة)، عربي الهوية والانتماء (مطلب إسلامي بامتياز، وعقيدة)» (…)». أضاف: «والحق يقال أيضاً، أن فلسفة اتفاق الطائف أرادت أن تدحض فكرة تسللت الى بعض العقول، مفادها أن أصل المشكلة يكمن في التعددية اللبنانية ذاتها. أنا مع فلسفة الطائف التي تقول، بعد استخلاص العبر من الواقع والتجارب: ليست المشكلة في التعدد ذاته، الذي هو مصدر غني وثراء، كما هو من شروط أن يكون للبنان معنى ودورٌ ورسالة، ولكن المشكلة هي في سوء ادارة هذا التعدد (…)». وكانت مداخلات أكدت أهمية تطبيق اتفاق الطائف.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.