شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – النزف البشري اليومي: مسلسل العدوان والتمبلة
ننتظر بأمل ورجاء ومحبة أن تحل علينا بركة سيدنا البابا لاوون الرابع عشر الذي سيطل علينا ببركته الأبوية حاملاً رسالة السلام والإلفة والأخوة الإنسانية الصافية، لا مصلحة له من أي نوع كانت، فقط هو رسول يحمل الدعوة الى تبادل السماح والغفران تحت سقف القيَم والأخلاق.
ونأمل ألّا تنفجر (قبيل الزيارة وخلالها) الأوضاع الناجمة عن العدوان الإسرائيلي اليومي على بلدنا المعذب في هذا الواقع المزدوج من تمادي الاحتلال في استباحتنا برّاً وبحراً وجواً، في مسلسل يومي لعملة واحدة ذات وجهين: وجه العدو الفاجر والوجه اللبناني الذي أقل ما يُقال فيه إنه التبلّد في أكثر صوره تفاهة وجبناً، باسم المنطق حيناً والممكن حيناً آخر و «ما في باليد حيلة» حيناً ثالثاً، و «اليد اللي ما فيك عليها بوسها وادعي عليها بالكسر» في كل حين.
و «التبلد» الذي قصدناه أعلاه هو من البلادة وليس من البلد. هو التمبلة، هو إدمان العيش مع العدوان وليس فقط قبوله إنما كذلك فلسفته واختراع المبرّرات لممارساته، وتحميل بعضنا البعض الآخر المسؤوليات بدل التوافق على أن تتوحد الكلمة في الموقف منه الذي يُفترَض أن يكون، بالضرورة، تحت سقف الدولة…
أما أن نقف متفرجين، بين مستنكر ومرحب وشامت ومقهور الخ… فهذا جل ما يريده الكيان المحتل ويعمل عليه بدأب ومنهجية وإصرار.
في هذا السياق، وخلال الساعات القليلة (لا تتجاوز الثلاث)، التي سبقت كتابة هذا المقال عصراً، سجلت الاعتداءات الآتية، تباعاً:
– سقوط شهيد وجريح في غارة من طائرة مسيرة قرب بلدة صديقين، استُهدفا في سيارة كانا يستقلانها.
– إصابة أحد المنازل في بلدة عامص جراء غارة جوية.
– سقوط شهيد باستهداف جرافة مدنية في بلدة ياطر.
– شهيد بتمشيط كثيف بالرشاشات والقنابل الحارقة استهدف بلدة السلطانية أما مصدره ففي رويسات العلم.
هذه العينة عما سُجل في ساعات محدودة جداً هي نموذج للخروقات والاعتداءات التي يقوم بها الاحتلال على لبنان، يومياً، في الليل وفي النهار… وهي تكاد لا نجد لها إشارة في وسائط الإعلام.
وبعد، هبنا بركتك ودعاءك يا قداسة البابا لاوون… ولا تكتف بالصلاة لأجلنا، بل بدورك المعنوي الكبير أيضاً.
khalilelkhoury@elshark.com
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.